وقد تدخلت الولايات المتحدة في بيع منجم نحاس كونغولي لشركة تصنيع أسلحة صينية من أجل منع بكين من زيادة تحكمها في المعادن الحرجة، وفقا لمصادر مطلعة على المسألة. وشجع المسؤولون الأمريكيون منجم “جيكامين” الكونغولي الحكومي على مراجعة الصفقة المعلن عنها في الأسبوع الماضي، التي يشارك فيها شيماف ريسورسز المدعومة من ترافيجورا إلى نورين مايننج، وهي شركة تابعة لشركة الدفاع الصينية الحكومية نورينكو. وجاء هذا الإجراء في إطار جهود واشنطن لتحسين الوصول إلى المعادن للشركات الصديقة للولايات المتحدة في ظل التنافس المتزايد بين الغرب والصين من أجل السيطرة على المعادن اللازمة لبنية تحتية الطاقة النظيفة.

وأدعى “جيكامين” أنه ينبغي عليه أن يتم إبلاغه بالصفقة مسبقا، وأن أي تغيير في “السيطرة المباشرة أو غير المباشرة” لا يمكن أن يحدث دون موافقته. وقد أعلنت الشركة أن مجلس إدارتها رفض الصفقة بعدما علم بها من خلال وسائل الإعلام. بينما أشارت “شيماف” إلى أنها قد أبلغت “جيكامين” قبل إعلان البيع ولم تتلقى أي مراسلة من الشركة الحكومية. وأضافت أنها تلقت بالفعل موافقة من وزير المناجم في الكونغو. وأوضحت أنها لم تتلق أي عروض من شركات أمريكية رغم اهتمامها الكبير بالصفقة.

وتصف “نورينكو” نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها “المزود الرئيسي للأسلحة والمعدات للجيش الصيني” و”رائدة التعاون الدولي في صناعة الدفاع بالصين”. وتملك الشركة بالفعل منجمين آخرين للكوبالت والنحاس في جنوب شرق الكونغو. وتشتمل الأصول التي تأمل “نورينكو” في الحصول عليها من “شيماف” على منجمين منتجين، وعدة تراخيص تعدينية أخرى قد تحتوي على موارد إضافية.

ويعتبر الكوبالت والنحاس معادن حيوية للمعدات العسكرية لأنها تستخدم في السبائك الفولاذية للمقاتلات النفاثة، بالإضافة إلى الأسلاك والذخائر. وأظهر تقرير الأمم المتحدة في عام 2020 أن “نورينكو” كانت من بين الشركات الصينية التي قدمت أسلحة إلى الكونغو ما لا يقل عن ثماني مرات بين عامي 2015 و 2019. وقد فرضت وزارة الخزانة الأمريكية حظرا على الشركات أو الأفراد الأمريكيين من امتلاك الأسهم في “نورينكو” منذ عام 2020.

وقد قامت “ترافيجورا” بترتيب قرض بقيمة 600 مليون دولار لـ “شيماف” في عام 2022 مقابل حقوق تسويق هيدروكسيد الكوبالت لها، وظلت أكبر دائن للشركة. وكانت هذه الخطوة تهدف لمساعدة “شيماف” على منافسة بناء منجم آلي بالكامل في “موتوشي” وتوسيع مصنع لمعالجة المعدن في “إتوال”، ولكن ارتفاع التكاليف وانخفاض أسعار الكوبالت أبطأ خطط الشركة.

وتقوم “ترافيجورا” بالتواصل مع الحكومة الأمريكية وأطراف أخرى لطلب المساعدة في العثور على مشترين عندما تم الإعلان عن عملية البيع لأول مرة في العام الماضي، وفقا لثلاثة أشخاص ملمون بالمسألة. وقد حاولت واشنطن تقديم أطراف محتملة، منها “كوبولد ميتالز”. ولكن الشركة الناشئة بتمويل من صندوق بيل جيتس انسحبت بعد دراسة العرض. ورفضت “كوبولد ميتالز” التعليق.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version