تحدثت النشرة الإخبارية التي تحمل اسم Unlock the White House Watch بشكل حصري عن ما يعنيه الانتخاب الأمريكي لعام 2024 لواشنطن والعالم. بعد فوز دونالد ترامب، بدأت وسائل الإعلام اليابانية في استخدام مصطلح “ماتاتورا”، وهو الاستخدام الثالث لمصطلح يتعلق بترامب في القاموس الياباني للقلق المتنامي من عودته المحتملة. يوضح هذا الاستخدام التوتر والقلق الذي يخيم على العديد من القطاعات كالحكومة، الشركات والأسواق.
تعني كلمة “ماتاتورا” عودة ترامب، وقد فتحت باباً للتوجس والقلق لبعض الأشخاص، لكن بالنسبة لآخرين، قد تعني بداية عصر ازدهار للسوق اليابانية. يعتقد بعض المحللين أن سهم طوكيو، في ظل عدم وجود تدخلات سياسية سلبية، قد يكون من أكثر الأسواق المتقدمة خارج الولايات المتحدة في السنوات القادمة. هناك حتى اعتقاد بأن تصاعد التوترات الجيوسياسية والتضخم ومخاطر التجارة يوحي بفرص كبيرة للسوق اليابانية.
من جانبه، يروى نيكولاس سميث، استراتيجي في شركة سي إل إس إيه، عن آلية سريعة الزيادة للقطاع المالي الياباني خلال الستة أشهر الأولى من فترة ترامب في الحكم. من المتوقع أن يتجمد الإنفاق الرأسمالي العالمي في الشهور القليلة قبل الانتخابات الأمريكية وينبغى أن يذوب بسرعة، مع إفادة ذلك الوضع الاقتصادي لليابان.
من ناحية أخرى، يتوقع البعض أن تعوض الخسائر التي تكبدتها شنغهاي وهونغ كونغ عند ترامب بالنفع لطوكيو. لا تكون العلاقات بين الولايات المتحدة والصين جيدة، ومن المحتمل أن تتدهور في ظل حكم ترامب. يجدر الإشارة إلى أن الأسواق ضاعت الثقة في الصين وهونغ كونغ، ومن الممكن أن تتحول التدفقات المالية إلى اليابان نتيجة لذلك.
وفيما يخص الجانب السياسي، قد تكون المخاطر المحيطة بالأزمة السياسية التي تعاني منها اليابان أقل من المتوقع، حيث أن الحزب الديمقراطي الليبرالي وزعيمه لم يتمكنوا بعد من تشكيل حكومة عاملة. هذا الوضع ليس كبيرًا بالنسبة للسوق اليابانية، إذ أن زعيم الحزب ضعيف للغاية ليؤثر في عزم الاقتصاد أو يعرقل التقدم الذي تحقق في إصلاح حوكمة الشركات وإعادة الهيكلة التي تجذب المستثمرين الأجانب.
في نهاية المطاف، من الممكن أن تكون اليابان محور النمو العالمي، ولكن الاعتماد الكبير على الصين قد يشكل تحديًا. حتى لو استطاعت الشركات اليابانية أن تتغلب على زيادة الرسوم الجمركية وتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، فإن عدم جدوى الاستثمار في الصين قد يحدّ من العائدات المتوقعة.
أخيرًا، يعود السؤال إلى أهمية الأسباب التي جعلت ترامب يقوم بمهاجمة اليابان وعدم الرغبة في التعاون معه. هذا قد يكون نتيجة الضعف السياسي الذي يعاني منه زعيم حكومة اليابان، وعدم قدرته على التواصل بشكل فعال مع ترامب، أو القدرة على البقاء فترة كافية في الحكم بحيث يكون كبير الوزراء يستحق الاهتمام.