من المتوقع أن تحقق اليمين مكاسب كبيرة في انتخابات البرلمان الأوروبي الشهر المقبل، وذلك مع تزايد تأثير نظرية «الاستبدال العظيم»، والتي تشير إلى أن النخب الليبرالية تروج للهجرة من خارج أوروبا لتقويض التجانس العرقي والثقافي. وقد بدأت العديد من الدول في البحث عن عمال من خارج الاتحاد الأوروبي لملء الوظائف الشاغرة، مما يعني أن المفاضلة بين التجانس العرقي والازدهار ستزداد وضوحًا في السنوات المقبلة.
مع تقدم السكان الأوروبيين في العمر وارتفاع متوسط العمر المتوقع، يزداد الحاجة إلى عمالة من خارج أوروبا لسد الفجوة في السوق العمالية. يعتبر العملة السياسية هو الكيفية التي يختارها السياسيون من يمين الوسط في التعامل مع هذا التحول؛ فهل يتبنون خطابات اليمين المتطرف أم يبحثون عن حلول أخرى لتعزيز اقتصادهم وتوظيف شبابهم؟
تعتبر الهجرة ضرورية لتخفيف الضغوط الديموغرافية في أوروبا، وقد بدأت العديد من الدول في تشديد شروط اللجوء وزيادة عدد تصاريح العمل للعمال من خارج الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، تواجه الأحزاب اليمينية المتطرفة تصاعدًا في معارضتها لهذا الإجماع السائد، مما يعرض السياسيين من يمين الوسط لمواجهة معضلة بين قبول الواقع ومحاولة العمل على حلول مختلفة.
من المهم أن يستعرض السياسيون من يمين الوسط خياراتهم بجدية ويبحثون عن حلول مستدامة لمواجهة تحديات التحول الديموغرافي في أوروبا، بدلاً من تبني خطابات قومية تقوض التنوع الثقافي وتؤثر سلبًا على الاقتصاد والمجتمع. يجب أن يعملوا على إقناع السكان الأوروبيين الحاليين بالعمل بجهد أكبر ووقت أطول، وفتح الباب أمام المهاجرين لملء الشواغر وتعزيز التعددية والازدهار في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.