في الوقت الحالي، تواجه المملكة المتحدة مشكلة كبيرة في مجال تأمين الإمدادات من الغاز الطبيعي، حيث تضطر إلى دفع أسعار أعلى من الأسعار القارية الأوروبية من أجل تأمين الكميات المحدودة المتاحة وتأمين احتياجاتها خلال فصل الشتاء. بالإضافة إلى الأسباب الهيكلية في نظام الغاز البريطاني، مثل تكاليف النقل العالية ونقص التخزين، يعاني البلد أيضًا من نقص في إمدادات الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم، مما يجبره على تقديم أسعار أعلى لضمان تأمين الكميات اللازمة.

تجذب الأسعار العالية التي تقدمها المملكة المتحدة اهتمام الشركات وتجار الغاز في الوقت الحالي، خصوصًا مع دخول فصل الشتاء الذي يزيد من استهلاك الأسر للغاز. وحذرت الخبراء من أن الفارق العالي في الأسعار بين المملكة المتحدة والأسواق الأوروبية يمكن أن يزداد إذا كان هذا الشتاء أكثر برودة من المعتاد. على الرغم من أن المخزونات في أوروبا تقترب من الاكتمال، إلا أنها لا تكفي لتلبية احتياجات القارة خلال فصل الشتاء، مما يجبرها على الاستمرار في استيراد الغاز عبر الأنابيب والغاز الطبيعي المسال، ما يجعلها في منافسة مع المملكة المتحدة لجذب الإمدادات.

تشير التقارير إلى أن الهيكلية الضعيفة لنظام الغاز في المملكة المتحدة هي أحد العوامل التي تزيد من تكاليف الإمدادات. يعتمد البلد بشكل كبير على الاستيرادات لتلبية احتياجاته خلال الشتاء، نظرًا لعدم قدرته على تخزين كميات كبيرة من الغاز مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى. علاوة على ذلك، تعتبر تكاليف النقل العالية في المملكة المتحدة عاملاً مقيدًا لقدرتها على جذب الإمدادات عند الحاجة.

ترى شركة Spark Commodities، التي تختص بجمع البيانات، أن تكاليف دخول الغاز المسال إلى النظام الغازي البريطاني عن طريق محطة إيسل أوف غرين في كنت تعد أعلى من باقي المحطات في شمال غرب أوروبا القارية. وتشير المحللة ناتاشا فيلدينج إلى أن المملكة المتحدة تحتاج إلى تقديم عروض بأسعار بارزة بالنسبة للأسواق في شمال غرب أوروبا لجذب الإمدادات المكملة من الغاز عند تدهور الأوضاع الجوية وقلة إمدادات الغاز المسال. ويشير التقرير إلى أن النقص في إمدادات الغاز المسال يمكن أن يضطر البلد إلى تقديم أسعار أعلى بكثير لضمان تأمين ما يكفي من الإمدادات.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version