المقال يتحدث عن عادة الأرجنتينيين في الحفاظ على مدخراتهم خارج النظام المالي الرسمي، حيث تفضل العديد منهم الاحتفاظ بالدولار الأمريكي بدلاً من البيزو الأرجنتيني. ترجع هذه العادة إلى تراكم الحالات التي أدت إلى انهيار القيمة الشرائية للبيزو على مر العقود، جنبًا إلى مقتنصات الدخل الوفيرة والقيود النقدية الصارمة التي فرضتها الحكومة. تقول البنوك والحكومة أن هذا التفضيل يضر بالتنمية الاقتصادية للبلاد، حيث يعيق من دور البنوك في تقديم الائتمان للشركات والأفراد.

الرئيس خافيير ميلي، الذي نُصب على وعده بتعميم الدولار في الاقتصاد الأرجنتيني، اتخذ حاليًا سياسة متسابقة تقضي بتداول البيزو والدولار بحرية. في محاولة لتحقيق ذلك، يقوم حكومته بتشغيل برنامج عفو ضريبي مع حوافز لأولئك الذين يعيدون الأموال إلى النظام المالي. وقد ارتفعت الودائع في حسابات الدولار الأمريكي في الأرجنتين بما يزيد عن 13 مليار دولار إلى أكثر من 30 مليار دولار منذ بدء البرنامج في منتصف يوليو.

يقول خبراء أن الإعفاء الضريبي وحده لن يشجع الأرجنتينيين على تحويل أموالهم المواردة إلى النظام المالي. يعود جذور هذه الكراهية إلى النظام المالي إلى اللقاح المعدل التي تعيشها البلاد مع معدل تضخم مزمن يقارب 5000 في المئة في الثمانينات و289 في المئة في أبريل الماضي. كما تعاني السيطرة الصارمة على العملة من قيود تقييدية، مما يجعل من الصعب شراء الدولار بشكل قانوني.

النقد الرقمي قد تزدهر في ظل الأزمة المالية في الأرجنتين، حيث بدأت شركات النقود الرقمية المحلية تقدم بطاقات ائتمان مدفوعة مسبقاً، مما يسمح للمستخدمين بإجراء مشترياتهم اليومية مباشرة من محافظ النقود الرقمية، دون التعامل مع البيزو. يتم تداول الدولارات خارج النظام المالي لا بالضرورة لتهرب ضريبي، ولكن لسهولة التهرب من الضرائب عندما يأتي وقت التصريح السنوي.

على الرغم من أن النظام المصرفي قد بدأ في فترة السباعينات والثمانينيات، فإن هذه السياسات الحكومية كلم معجب يزيد من الاحتمالات التي يخرج فيها الأفراد بأموالهم من النظام المالي. حيث أدى الاستقرار السياسي والانهيار الاقتصادي في عام 2001 إلى فرض قيود على السحب النقدي لمنع هروب الودائع. على الرغم من جمع الأموال، تؤكد مصادر أسواق الصرف على أن المبالغ المتبادلة غالباً ما تُعلن بأسعار أدنى.

لجذب مدخرات الأرجنتينيين إلى نظامها المالي، يجب على الحكومة توفير الأموال بالعملة الصعبة عند حدوث الذعر المصرفي. كما يجب على الأرجنتينيين أن يتعلموا أن الادخار في البيزو ليس بالنجاح والأمان. ومن غير المرجح أن تكون هذه العملية سهلة، إذ يجب أن تمر البلاد بفترة طويلة من الاستقرار لإعادة توجيه الادخار وتحقيقه بالبيزو.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version