أعلنت الصين عن نية إصدار سندات سيادية بالدولار الأمريكي بقيمة تصل إلى ملياري دولار في السعودية، وهذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها الصين سندات بالدولار الأمريكي في غضون ثلاث سنوات، مما يؤكد دعمها للسعودية كدولة تسعى لتحول نفسها إلى مركز استثماري. قامت الصين بالاختيار بالسعودية كموقع لهذه الإصدارات الجديدة، مما يعكس الروابط المالية المتزايدة بين البلدين. يسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى جذب الاستثمارات الصينية من أجل دعم رؤيته 2030 التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز تواجدها على المستوى العالمي.
أما الصين، فقد بدأت بالحصول على عقود بناء رئيسية في السعودية بعد انهيار سوق العقارات في الصين، بينما استقطبت الانتعاش الشمسي السعودي شركات صينية تقوم بتصنيع الألواح الشمسية والبطاريات. إصدار الديون في الرياض هو جزء من تعزيز العلاقات مع السعودية من جانب الحكومة الصينية. على الرغم من أن روسيا تخطت السعودية كأكبر مورد للنفط إلى الصين العام الماضي، إلا أن المملكة لا تزال تصدر الكثير من نفطها إلى الصين، مما يجلب لها الدولارات التي يمكنها استثمارها في أدوات مالية.
يعتبر إصدار السندات الدولارية طريقة أسهل للمستثمرين العالميين لشراء ديون الحكومة الصينية من الديون التي تصدر داخلياً، كما يمكن أن يوفر هذا برنامج لغير الصينيين. يمكن أن توفر السندات الدولارية نقطة مرجعية للمصدرين الآخرين. قام الصندوق السعودي للاستثمار العام – الجهة الحكومية للثروة السيادية للمملكة – بالتوقيع على صفقات تقدر بـ ٥٠ مليار دولار مع البنوك الصينية لتعزيز “تدفقات رأس المال المزدوج من خلال الديون والأسهم”. أعلنت شركة إيوبارتنرز السعودية الصينية للشركات الخاصة المدعومة من عملاق التجارة الإلكترونية أليبابا والصندوق السيادي السعودي أنها ترغب في إنشاء منطقة اقتصادية خاصة في الرياض لجذب الاستثمارات الصينية في مجال التصنيع.
في سبتمبر، قاطعت الصين هذه الفترة الهادئة في سوق السندات الدولية بإصدار سندات بقيمة ملياري يورو في باريس، قبل أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في ذلك الشهر. تعتبر السعودية مركز اقتصادي واستثماري مهم، مع تطلعها للتحول نحو الاعتماد على القطاعات غير النفطية برؤية 2030. يبحث البلد عن بناء علاقات اقتصادية واستثمارية مع الصين لدعم هذا التحول.