رولا خلف، رئيس تحرير الـ “إف تي”، تختار قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية. في رسالتها الأخيرة، تطرح تساؤلًا عن مدى حاجة شركة بيركشاير هاثاواي إلى التغيير بعد وارن بوفيه. يبدو أن عمليّة وضع استراتيجية جديدة للشركة هي قضية ملحة، خاصة أن بيركشاير لا تزال تتبع أداء السوق بدقة وتمتلك حصّة كبيرة من النقدية. لذلك، يجب أن تثبت الشركة قدرتها على استثمار النقد الزائد بشكل فعّال لصالحها. من هنا، يثار تساؤل عن ما إذا كانت بيركشاير يمكنها تقديم مقترح قيمة مميز للمستثمرين في المستقبل بغض النظر عن العائدات الشبيهة بمؤشر السوق ومزاعم السلامة العامة. يتصاعد حجم النقدية الخاصة ببيركشاير بسرعة نسبيًا مما قد يوجّه الضغط عليها لتغيير هيكلها المالي.

ولعل من أبرز الخيارات التي يمكن تفكيرها لبيركشاير هاثاواي هي إجراء مزيد من الصفقات الكبيرة لشراء أسهم الشركات الفردية أو التخلص من بعض الأصول الكبيرة، على غرار الأعمال التي أضافتها الشركة خلال السنوات الأخيرة. يمكن تقديم خيارات جديدة للشركة من خلال إجراء مزيد من الاستثمارات الضخمة كما فعلت مع أسهم آبل والشركات الأخرى. بالإضافة، يمكن التخلص من بعض الأصول الكبيرة التي تولّد ربحية منخفضة. وبالرغم من أن بيركشاير ستبقى صبورة، فإن الضغط الناتج من المستثمرين قد يزداد مع مرور الوقت، خاصة عند فقدان تأثير بوفيه السحري وتقييمه كشركة متنوعة يمكن الاستبدال بها من خلال صندوق مؤشر.

ربما تكون القضية الأكثر إثارة للاهتمام هي مسألة تعريف مفهوم الخطر وكيف يمكن لبيركشاير أن تكون أقل خطرًا من مؤشر “الإس أند بي” المتنوع والديناميكي. يعتمد الاعتقاد بأن بيركشاير أقل خطورة بشكل أساسي على قدرتها على الوفاء بأداء السوق في الأوقات الجيدة وتفوّقها في الأوقات الصعبة، وهو ما لم يظهر في الأزمة المالية العالمية. تنمو كومة النقدية التابعة لبيركشاير بسرعة نظرًا لقيامها ببيع الأسهم في الربع الأخير، بما في ذلك أسهم أبل التي تمثل أكبر محفظة لديها. يبدو أن المستثمرين قد يضغهون بعد رحيل بوفيه بالمزيد من الضغوط ومطالبات التغيير في الشركة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version