تحذير جهاز مراقبة الطاقة في الاتحاد الأوروبي من ضرورة استيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي لتفادي صدمة طاقوية، رغم محاولات مجموعة من الدول الأعضاء في الحظر على شراء هذا الوقود من موسكو. حذرت Acer، هيئة رقابة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، الجمعة من أن جهود الحد من واردات الغاز الروسي المسال “يجب التعامل معها بحذر” بسبب تقلص إمدادات الغاز الأنابيب من البلاد في نهاية العام. على الرغم من نجاح الاتحاد الأوروبي في استبدال الغاز الروسي المنقول عن طريق الأنابيب بالغاز الطبيعي المسال منذ الغزو الكامل الذي شنته روسيا على أوكرانيا في عام 2022، فإن سوق الغاز العالمية لا تزال ضيقة.

قد تمثل تقلبات أسواق الطاقة هذا العام، في ظل القلق بشأن تصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس والمواجهة مع إيران، تحديًا، على الرغم من أن ارتفاع أسعار النفط والغاز كان نسبياً محتوماً. ارتفعت واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة تقارب 40 % العام الماضي، لتبلغ 15.5 مليون طن، وهي الآن ثاني أكبر مورد للاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة. يقول دبلوماسيون أوروبيون إن دولاً مثل السويد وفنلندا ودول البلطيق تدفع إلى فرض حظر كامل فوري على الغاز الروسي المسال، وهو خطوة تتطلب موافقة الدول الأعضاء بالإجماع.

وقد عبر جهاز المراقبة الأوروبي عن قلقه بشأن دول الاتحاد الأوروبي التي تعمل حاليًا على فرض قيود مؤقتة على إمدادات الغاز، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، من روسيا وبيلاروس، مشددًا على أن هذه الخطوة قد تضر بعقود التموين طويلة الأمد التي وقعت مع موسكو قبل غزو أوكرانيا في عام 2022. دعا المسؤولين الأوروبيين الشركات إلى تجنب شراء الغاز الطبيعي المسال الروسي الآن، خاصة وأن مستويات تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي تسجل مستويات قياسية وتتوقف الأسعار عن ارتفاعها.

تحدد جهاز المراقبة في تقريره نهاية شحنات الغاز من روسيا عبر أوكرانيا للاتحاد الأوروبي في نهاية العام سيقلص إمدادات البلوك بنسبة 4 % من إجمالي الاستهلاك العام الماضي. تم ترحيل الركاب بشكل جزئي من الأنابيب إلى الغاز الطبيعي المسال، وقد دعا المسؤولون الأوروبيون الشركات الأوروبية إلى تجنب شراء الغاز الطبيعي المسال الروسي الآن، بما أن مستويات تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي تسجل مستويات قياسية فصلاً. جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي قد حظر واردات النفط والفحم الروسية، وقد اقترحت المفوضية إنهاء جميع واردات الوقود الأحفوري من روسيا بحلول عام 2027.

في إشارة إضافية إلى التوترات المحتملة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الأمن الطاقوي، حذرت النمسا والمجر والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا من أن فرض ضريبة ألمانية على نقل الغاز من البلاد قد يجبرهم على زيادة واردات الغاز الروسي. من جانبها، قالت المفوضية الأوروبية إن “التدابير الوطنية الأحادية الجانب في شكل قيود التصدير، أو الرسوم العلى عند النقاط الأساسية للخروج عبر الحدود تضع الأمان الطاقي في خطر”. وأما عن فتح تحقيقات قانونية ضد ألمانيا، فقد طلبت النمسا هذا الأمر.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.