بعد عامين صعبين، يظهر سوق الاكتتاب الأولي في الولايات المتحدة علامات على الحياة. خلال الستة أشهر الأولى من عام 2024، قامت 78 شركة بالاكتتاب على بورصات الولايات المتحدة، مما أسفر عن تجاوز 17 مليار دولار من القيمة. وهذا هو أفضل بداية لجمع الأموال من الاكتتابات الأولية التقليدية منذ عام 2021. لن تقترب عام 2024 من ذلك. لقد ذهبت أيام الذكر المجرد لـ “عملة رقمية” أو “EV” في جلب شركة تكبدت خسائر ملايين الدولارات من السوق العام. هذا ليس أمرًا سيئًا.
يصبح من الضروري بالنسبة الى الشركات المدرجة في الاونه الاخيرة بأن تكون أكثر حذرًا في تسعيرها، حيث يكون على الشركات المتطلعة للذهاب الى السوق المالي أن تكون لديها سجل مثبت من النمو ومسار واضح نحو الربحية. إحدى النتائج الجانبية المهمة من أداء الشركات الاقلية هذا هو أن الشركات التي تفكر في الاكتتاب ستتعين عليها أن تكون أكثر تحفظاً في تسعيرها. في البيئة ذات الفوائد العالية الحالية، حيث يمكن للمدخرين الحصول على عائد نسبة سنوية يبلغ 5 في المئة على شهادة إيداع ستة أشهر، تحتاج الشركات التي تتطلع إلى الاكتتاب إلى أن تكون لديها سجل مثبت من النمو ومسار واضح نحو الربحية.
تتابع “فترة النهضة للأسهم الاولية العامة”، التي تتبع الاصدارات لمدة عامين بعد طرحها، حتى الآن بنمو 7 في المئة هذا العام، مقارنة بنمو 16 في المئة لمؤشر S&P 500. مع استمرار ارتفاع اداء هذا القطاع هذا العام، يعكس ذلك ان الاكتتابات الاخيرة قد تم تقييمها مباشرة بشكل افضل.
من المتوقع استمرار نشاط الاكتتابات الاولية مع تسعى الشركات لطرح اسهمها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المهمة التي ستجرى في نوفمبر. لا تتوقع طوفانًا من النوع الذي شهدناه في عام 2021. سيكون استعادة السوق الأمريكية للاكتتابات الاولية بطيئًا وثابتًا. هذا تغيير مرحب فيه من انفجارات النمو والانهيارات التي شهدناها في السنوات الأخيرة.