في ذلك الصباح، كانت دوريس ليسينغ تعود من رحلة التسوق اليومية، رغم سنوات عمرها المتأخرة. وعندما وقفت سيارة التاكسي، وجلست تنتظر السائق، لاحظت الحشد الذي كان يحيط بها وسئلت عن سبب تواجدهم. وفجأة، علمت بفوزها بجائزة نوبل، لكنها استغربت تلك الحقيقة. ورغم فوزها، عادت ليسينغ إلى روتينها اليومي، مصرة على التسوق واختيار الخضروات بنفسها.

وبينما أجرت لجنة نوبل مقابلة مع دوريس، قالت إنها لم تتوقع الفوز لأنها كانت تعتبر أنها تستحقه. ورغم أنها لم تشعر بأن هذا الفوز سيحدث تغييرا في حياتها، استمرت في ممارسة عاداتها اليومية. وكانت ليسينغ قد فازت بالعديد من الجوائز الأوروبية الكبرى قبل نوبل، مما جعلها تشعر بالسعادة والاعتزاز بنفسها.

ولدت دوريس ليسينغ في إيران وعاشت طفولة صعبة في روديسيا، قبل أن تهرب من منزل عائلتها وتبدأ رحلة التعليم الذاتي من خلال القراءة. وقد كتبت حوالي 60 كتابا في مختلف أنواع الأدب، مع التركيز على القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية.

كتبت دوريس روايات تتناول قضايا الاستعمار والظلم الاجتماعي والصراعات الداخلية، مما جعلها تحظى بشهرة واسعة. وتأثرت بالتصوف والتأمل في مراحل متقدمة من حياتها، مما أدى إلى توقفها عن الكتابة لفترة ودراسة التصوف الإسلامي. واستمرت في توسيع معرفتها وتعمقها في مختلف المجالات.

صدرت ليسينغ روايات تنتمي إلى الخيال العلمي مثل “شيكاستا” و”الحلم الألذ”، التي تناولت قضايا مثل الوراثة والحرب النووية والعنصرية. وتميزت رواياتها برؤية سوداوية للعالم، تصور شخصياتها مواجهة لمصير غامض وفوضى تسيطر عليها، مما جعلها تعكس حياتها وتجاربها بشكل ملحوظ.

واستمرت دوريس ليسينغ في كتابة رواياتها الملهمة والمثيرة، متناولة قضايا تتراوح بين الاستعمار والحقبة ما بعد الكولونيالية. وبفضل إرادتها الصلبة وروحها الإنسانية، استطاعت أن تبقى ملتزمة بإيصال رسالة تحمل قيما عميقة ومفاهيم وافرة. وظلت تستمر في إثارة الدهشة وتقديم الإبداع على مدى سنوات عديدة، مكتسبة مكانة بارزة في عالم الأدب العالمي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.