بعد خمس سنوات على نجاح فيلم “Joker” بطولة جواكين فينكس، يأتي الآن جزء الثاني “Joker: Folie à Deux” بطريقة مختلفة كلياً. الفيلم الجديد ليس مجرد استكمال للجزء الأول، بل يأخذ القصة إلى اتجاه غير متوقع. يتميز الفيلم بأنه موسيقي، ويضم العديد من الأغاني والرقصات. تدور القصة حول رومانسية بين شخصية آرثر فليك، القاتل المهووس بشخصية جوكر، وهارلين كوينزيل، المشتعلة بالنيران والمتواجدة في مستشفى أركهام النفسي. العلاقة بينهما تنشأ في قالب مسرحي وغريب. الفيلم يمتلئ بالأغاني والرقصات من فترة الأربعينيات مثل “That’s Entertainment!” و” If My Friends Could See Me Now”. وفي الوسط، تتقدم القصة بمحاكمة آرثر على الجرائم التي ارتكبها في الفيلم السابق.
فيلم “Joker: Folie à Deux” يحاول تقديم قصة جديدة ومختلفة عن الجزء الأول. على الرغم من ذلك، تظل الشخصيات الرئيسية والأحداث متأصلة في نفس الزمان والمكان الذين تميزا بهما الجزء الأول. تتنوع آراء النقاد حول ما إذا كانت قلة الخيال في الفيلم واقعية أم أنها ناتجة عن قصور من الإخراج. يحاول المخرج تود فيليبس استخدام الموسيقى والأغاني لجعل الفيلم مختلفاً ومليئاً بالحيوية، ولكن بعض النقاد يعتبرون أن الاقتران بعناصر الأربعينيات لم يعجبهم.
بغض النظر عن ذلك، يعد فيلم “Joker: Folie à Deux” فرصة للاستمتاع بلحظات ممتعة ومثيرة. يقدم فيليبس لحظات فكاهية مع إعادة إنتاج فيلم تلفزيوني تخيّلي عن انتفاضة جريمة آرثر. كما يتميز الفيلم بأداء لي تشيل الذي يضفي عمقاً حقيقياً على دور صديق آرثر. وعلى الرغم من أن الفيلم ليس بالقدر المقدس كما كانت عليه الجزء الأول، إلا أنه يمكن أن يكون بطئاً ومملاً في بعض الأحيان، ما قد يثير استفساراً عن مدى إبداع القصة والتنفيذ.
الجزء الأول من “Joker” قدم العديد من التساؤلات العميقة والمواضيع المثيرة، ولكن الجزء الثاني يميل إلى المزج بين الخيال والواقع. يبحث الفيلم عن الهدف من الحياة وقد يفتقد البعض المشاهدين إلى القوة والعمق اللازمين في القصة. رغم ذلك، يبقى فيلم “Joker: Folie à Deux” فرصة للاستمتاع بأداء فينكس وجاغا والاستماع إلى الأغاني والموسيقى الرائعة من عصر الأربعينيات. تعد فكرة دمج عناصر الجروح والجوكر مع العصر الذهبي للموسيقى والرقص فكرة جريئة ومختلفة، ولكن يتوجب على الجمهور الاستعداد لرحلة فنية مميزة ومثيرة.