تشكل منطقة بغداد القديمة في العاصمة العراقية محطة للذكريات والأحداث السياسية والتاريخية لدى أبناء الرافدين. ورغم إهمالها على مدار سنوات طويلة، فإنها اليوم تشهد حملة متكاملة تحت مسمى “نبض بغداد” من أجل إعادة إحيائها من جديد. تهدف الحملة إلى رفع الغبار عن المباني القديمة وإعادة ترميمها لتكون متنفسا لأبناء العراق ولزيادة النشاط السياحي في المنطقة.
ترأس رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني اجتماعا للجنة تأهيل بغداد القديمة، مستمعا إلى أعمال المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع تطوير المنطقة. تشمل المشروعات المرحلة الثانية محور السرايا الموازية للقشلة، فيما تهدف المرحلة الثالثة إلى تأهيل شارع الرشيد وساحة الميدان وساحة الرصافي. يقوم المشروع أيضا بإعادة تأهيل البنايات باستخدام واجهات تراثية تتناسب مع بيئة المكان التراثية وإنشاء مرافق خدمية للزوار.
مبادرة نبض بغداد تأتي دعما من القطاع المصرفي العراقي إلى مدينة بغداد. نجحت المبادرة خلال المرحلة الأولى في إعادة تأهيل شارع المتنبي والآن في المرحلة الثانية وهي شارع السراي. يهدف ترميم الأبنية القديمة إلى جذب السياح العرب والأجانب لزيارة المنطقة والاطلاع على معالمها التاريخية والثقافية. يسعى المشروع إلى جعل بغداد قبلة للسياحة التراثية من خلال تسليط الضوء على تراث العاصمة.
الحملات العمرانية التي تشهدها مناطق بغداد القديمة تحتاج إلى الحفاظ على المباني التاريخية والواجهات العمرانية الفريدة التي تمتاز بها المدينة. تأتي الحملات كجزء من مشروع ترميم وتطوير بغداد القديمة، وقد شهدت المنطقة حملات عمرانية متفاوتة تهدف إلى الاحتفاظ بالهوية التاريخية للمكان. إعادة تأهيل الأبنية القديمة تهدف إلى خلق مكان محفز للنشاط السياحي والثقافي.
يشير محافظ بغداد الأسبق، صلاح عبد الرزاق، إلى أن المبادرات الثقافية في المنطقة تعدت إعادة تأهيل الأبنية فحسب، حيث تم تحويل بناية المحاكم القديمة إلى مركز ثقافي يستضيف العديد من النشاطات الثقافية والفنية والأدبية للجمهور. يشهد المركز إقبالا كبيرا من الزوار الذين يحضرون العروض والندوات والفعاليات المقامة فيه، وذلك يعكس الاهتمام المتزايد بالحفاظ على التراث الثقافي في بغداد.
تحتاج مدينة بغداد بمرور الزمن إلى صيانة وإعادة تصميم يحافظ على الطراز المعماري القديم للأبنية التاريخية. يعكس ترميم البنايات القديمة في بغداد محاولة للحفاظ على الهوية التاريخية للمكان وتحويلها إلى مراكز ثقافية وسياحية تستقطب الزوار. تسعى المبادرات الحالية إلى جعل بغداد قبلة للسياحة التراثية من خلال إحياء الأبنية التاريخية وتسليط الضوء على تراث العاصمة العراقية.