يعتبر الفكر النقدي في العالم العربي اليوم غائبًا عن التعاطي مع الكوارث التي تواجه المجتمعات العربية، مما ينعكس على تصاعد الحروب والانقسامات والهيمنة الاستبدادية والثقافية التي تهدد تطور المنطقة. يبدو أن الفكر النقدي يفتقر إلى التأمل في القضايا الأخلاقية والاجتماعية العميقة والضرورات الإنسانية. يعيش العالم اليوم في زمن تحولت فيه الدول إلى كيانات تدار كشركات دولية، مما يجعل التفكير النقدي غير مرغوب به ويتم تهميشه فيصبح العالم مفروضًا علينا دون تدخل.

تتطلب الحاجة الماسة في السياق العربي إلى الفتح والانفتاح على النظريات النقدية الغربية التي قد تساهم في توسيع آفاق التفكير وفهم القضايا بمنظور جديد. يجب عدم الاستسلام للديكولونيالية والاكتفاء بالاستغراب، بل ينبغي السعي لتغيير العالم والسعي نحو التحرر. يتعين على الفكر النقدي مساءلة الظلم الذي تنتجه الظروف المادية في العالم وإعادة توجيه التفكير نحو تحرير الإنسان والتخلص من أشكال الاستعباد.

في عالم سيئ، تزداد أهمية التفكير النقدي الذي يسعى إلى تغيير الواقع والمساءلة لما يحدث في العالم. يجب أن يكون التفكير في العالم العربي تحرريًا وموجهًا نحو الاستقلال الفكري والتحليل الاجتماعي. ينبغي أن يسعى الفكر النقدي في المجتمعات العربية إلى تحقيق تواصل مع الحقيقة والضحية والبحث عن الحقيقة خلف الظلم والاستبداد. ينبغي تحرير الإنسان من اشكال الاستعباد التي تختنق حريته وتكبح تطوره.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version