ويتطرق الكاتب في كتابه إلى مشهد المثقفين والكتاب في تونس الذين تخطوا خطوط السلطة والتبعية واستحقوا العقوبة بالتجويع، التشريد، النفي أو حتى الموت، كما حدث مع العديد من الكتاب التونسيين من الشابي إلى اليوم. ويوثق الكاتب أيضاً السكوت الرهيب الذي يعيشه معظم المثقفين والصحفيين في تونس، ويشير إلى أنه من الصعب تركهم يواصلون التعبير عن آرائهم إذا تحدثوا بجرأة عن الحقائق المرة وصور الواقع القبيحة.

ويقوم الكاتب بتحليل وتقديم الواقع السياسي والاجتماعي في تونس، ويطرح أسئلة حول تأخر التونسيين عن ممارساتهم الجميلة السابقة وتحولهم إلى وحوش تتصارع من أجل اللاشيء في بعض الأحيان. كما يبحث الكاتب في كتابه عن الأسباب وراء هذا التحول في الهويات التونسية، ويتناول قضايا متعددة تشمل الثقافة، الطفولة، المراهقة، المرأة، العبادة، السياسة، الرياضة، ويحاول فهم الإنسان التونسي وذهنيته التي ينتج بها المعنى واللا معنى.

ويطرح الكاتب أسئلة حول القيم الاجتماعية والثقافية في تونس، ويقدم تحليلًا عميقًا للمجتمع التونسي من خلال تفكيك العادات والتقاليد التي كانت تميز المجتمع التونسي، ويبحث في الأسباب وراء انحراف التونسيين عن تلك القيم، مع تسليط الضوء على التهجين اللغوي والثقافي في تونس وتأثيره على الهوية الوطنية.

ويختم الكتاب بتقديم رؤية فريدة من نوعها لمجتمع تونسي متناقض ومعقد، يتحدى الكاتب فيه القوائم السائدة ويحاول فهم الإنسان التونسي وذهنيته المتعددة. ويعتبر كتاب “مراسم الكذب” لشكري الباصومي محاولة جديرة بالاهتمام لفهم الواقع السياسي والاجتماعي في تونس، ويعتبرها تحليلًا عميقًا للثقافة والهوية الوطنية التونسية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version