انطلقت الدورة الثامنة والخمسون لمهرجان الحمامات الدولي في تونس بعرض مسرحي يحمل عنوان “عطيل وبعد” من إخراج حمادي الوهايبي ونص من تأليف بوكثير دومة. وقد اختار منظمو المهرجان إعادة إنتاج مسرحية “عطيل” لوليام شكسبير ليعود المهرجان بجمهور إلى ذكرى تأسيسه عام 1964. وتعتبر “عطيل 2024” اعتراضاً ونقداً مسرحياً للعمل الأصلي.

ويشارك في العمل الفني نخبة من الممثلين مثل مهذب الرميلي ونور الدين الهمامي ومحمد شوقي خوجة وبهرام العلوي وسامية بوقرة وإباء الحملي وفاتن الشوابي. وأكد الرميلي أن إعادة إنتاج “عطيل” تحمل عنصر المجازفة من خلال التجديد والاختلاف عن النسخة الأولى عام 1964. وأوضح الوهايبي أن المسرحية تعتمد على مقاربة اخراجية جديدة من خلال ترتيب الأحداث وصياغة الواقع، لتتناسب مع الإشكاليات العالمية الراهنة.

يعكس عمل “عطيل 2024” مجموعة من القضايا الإنسانية والاجتماعية مثل الحب والكره، الانفتاح والتعصب، العنصرية وقبول الآخر. ويركز العرض على صراعات الشخصيات بين الخير والشر، ويسلط الضوء على المواضيع المثيرة للجدل التي تعكس الواقع الحالي. ويتميز العمل بتقديم قراءة نقدية لمسرحية شكسبير من خلال تجديد التناول الفني وإثراء المحتوى ليناسب الجمهور الحديث.

يجسد الفنانون في العرض الشخصيات بشكل مبتكر وملفت، حيث تبرز التناقضات والتحولات التي تعتري حياتهم. وتسلط المسرحية الضوء على تفاعلات الشخصيات ومصائرهم في ظل الصراعات الداخلية التي تعانيها، مما يجعل العمل تجربة فنية مشوقة وتعليمية.

تمثل مسرحية “عطيل 2024” محاولة جادة لتجديد الأعمال المسرحية الكلاسيكية وإعادة قراءتها بطريقة معاصرة. ويعتبر المهرجان الدولي للحمامات منصة مهمة للاحتفاء بالفنون المسرحية وتقديم الأعمال الابتكارية والمثيرة للاهتمام. وبهذا التقديم المميز، يحافظ المهرجان على مكانته كواحد من أبرز المحافل الثقافية في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.