وخلصت الحملات الاستكشافية الغربية في فلسطين إلى عدة نتائج، منها توثيق تاريخ الحضارات القديمة والبحث عن آثارها، وتحديد الاستراتيجيات الاستعمارية للاستيطان في تلك المناطق، وإظهار الروايات الدينية بشكل مختلف عما كان معروفًا سابقًا من خلال الحفريات الأثرية. كما جاءت هذه الحملات بمعاناتها مع السكان المحليين وعدم تفهمها لدورهم ومساهمتهم في نجاح الحفريات، بالرغم من أهمية دورهم في توفير الفرص الاقتصادية للعمل والتكسب.
وقد شكلت نهاية الحرب العالمية الأولى وانتصار القوات البريطانية المؤيدة للثورة العربية بقيادة لورانس العرب نهاية لهذه الحملات الاستكشافية، ومن ثم بدأت فترة جديدة من التوجهات السياسية والاستعمارية نحو المنطقة. ورغم أن الحملات الاستكشافية لم تكن دقيقة علميًا وكانت تحمل العديد من الأخطاء في الطرق المتبعة والتعامل مع الآثار، إلا أنها تركت آثارها الثقافية والاجتماعية على المناطق التي تمت الحفريات فيها. وكما تبين، فإن تأثير هذه الحملات لم يكن فقط على الآثار التاريخية والدينية، بل كان لها تأثير كبير على العلاقات بين الدول الاستعمارية والشعوب المحلية، وصعود الصراعات والتوترات بينهم.
باختصار، يمكن القول إن الحملات الاستكشافية الغربية في فلسطين خلال القرن الـ19 وما بعده، كانت تستهدف استكشاف الثروات والآثار والتاريخ القديم للمنطقة، ومن ثم وضع خطط استعمارية للاستيطان فيها. وعلى الرغم من التقدم الناتج عن هذه الحملات في مجالات الآثار والاكتشافات الأثرية، إلا أنها تركت آثارًا سلبية على العلاقات بين الاستعماريين والسكان المحليين وعلى السياسات الاستعمارية في المنطقة. ويعتبر تأثير هذه الحملات مؤثرًا على فهم تاريخ المنطقة وتأثير الاستعمار الغربي عليها، بالإضافة إلى تشكيل الصراعات السياسية والاجتماعية التي لا تزال تستمر حتى يومنا هذا.