يعرض الفنان الفلسطيني محمد صالح خليل في معرضه الفني “بث حي” بعضاً من أهوال الحرب في قطاع غزة من خلال مجموعة من اللوحات الفنية بأحجام مختلفة. يشمل المعرض لوحات تسجل الدمار الذي حل بالبنايات، والوضع في المستشفيات، والكلاب التي تنهش أجساد البشر. وتفصح هذه اللوحات عن الألم الكبير الذي تعانيه سكان غزة جراء الحروب التي تعصف بالمنطقة.

وتعتبر هذه اللوحات نتاج ستة أشهر من العمل المتقن، حيث كان دافع الفنان وراء إبداعها هو الحاجة إلى تخفيف ألمه ومساعدة نفسه في التعبير عن الجرائم والدمار التي شهدها قطاع غزة. وتتنوع أحجام اللوحات وفقًا للمضمون، فهناك لوحات طويلة تجسد البنايات المدمرة ولوحات أخرى عرضية تصوّر الشوارع المنكوبة. يأتي هذا المعرض كجزء من سلسلة معارض تنظمها المتحف الفلسطيني تضامناً مع سكان غزة الذين يعانون من تداعيات الحروب.

وتعتبر هذه المعارض جزءًا من مشروع فني يقوم به الفنانون الفلسطينيون لتوثيق الحروب التي تشهدها بلادهم. وقد أُطلق أول معرض ضمن هذا المشروع في فبراير/شباط الماضي بعنوان “المفقودون” للفنان تيسير بركات. يهدف هذا المشروع إلى تسليط الضوء على مأساة الفلسطينيين، وتوثيق الجرائم التي ترتكب بحقهم، والتعبير عن الألم والصمود في وجه الاحتلال.

وتعد لوحات محمد صالح خليل في معرض “بث حي” مزيجًا من الواقعية والمأساة، حيث تعكس بشكل واقعي الدمار والموت الذي يعصف بغزة. وتجسد اللوحات العديد من أوجه المعاناة التي يعيشها سكان غزة، بدءًا من الدمار في البنايات ووصولاً إلى النزوح والعوز والقتل. وتعتبر هذه الأعمال الفنية وسيلة للفنان للتعبير عن الواقع القاسي ولإيصال رسالة التضامن والوقوف بجانب الفلسطينيين في وجه القمع والظلم.

ومن خلال هذا المعرض، يسعى الفنان محمد صالح خليل إلى استنكار الحروب والإبادة التي تمارس بحق الفلسطينيين، وإلى توثيق الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب ضدهم. ويعكس هذا المعرض واقعية الحياة في غزة ويسلط الضوء على معاناة سكانها بشكل فني راقي يدمج بين الجمالية الفنية والصراخ الإنساني.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version