تجسد مكنسة معروضة في المتحف الصناعي بمدينة دورتموند الألمانية، جانباً مظلماً من تاريخ الاستعمار الألماني وتأثيره المُستمر على المجتمعات، حيث لا تزال هذه المكنسة، المصنوعة من ألياف نخيل البياسافا في البرازيل، تروي قصة الاستغلال الاقتصادي للمناطق المستعمرة. يعرض المتحف ما يقارب 250 قطعة تاريخية في معرض بعنوان “هذا استعماري”، الذي يهدف إلى إبراز تأثير الاستعمار الألماني على ولاية فستفاليا.

مع توجيه مشرفة المتحف، باربارا فراي، الانتباه إلى التجارة الرابحة لأصحاب مصنع ألياف البياسافا في هيرفورد، على حساب تعرض المجتمعات المستعمرة للاستغلال الاقتصادي. ويذكّر المعرض بممارسات النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، حيث سرقوا قطعاً فنية من أنحاء أوروبا، ويسلط الضوء على مواضيع مثل نهب الفنون ومقاومة السكان الأصليين.

تؤكد ويجاند مبيمبلي، المساهمة في تقديم كتيب مصاحب للأطفال، أهمية التحدث عن علاقة الاستعمار بالعنصرية، حيث يرتبطان بشكل وثيق وقد يؤدي الإخفاء لظهور الصور والمعروضات النمطية التي قد تسبب ألماً. كما يعرض المعرض صوراً لمعارض “فولكرشاوين” وكتب تحمل مصطلحات عنصرية تستخدم في الطبعات القديمة.

تستعرض المعروضات تأثير الاستعمار وتظليله على المجتمعات حتى اليوم، وتسلط الضوء على استمرارية هياكل النظم الاستعمارية. ويشمل المعرض بحوثًا حول نهب الفنون ومحاولات استعادتها، ومقاومة السكان الأصليين للاحتلال الأجنبي. يتعرض المتحف لانتقادات عنصرية وأعمال غضب من أحزاب يمينية متطرفة، التي تروج لإزالة معروضات تعتبرها “عنصرية ضد البيض”.

وفي مواجهة الانتقادات، تصر مديرة المتحف، آن كوجلر مولهوفر، على رفض الضغوط وتمسك بحرية الفن، ولكنها تعلن عن تطوير مساحات أكثر أماناً بعد التجارب السابقة. يؤكد مدير المنظمة المنظّمة للمعرض، جورج ليونمان، على أهمية تسليط الضوء على تأثير الاستعمار وتحقيق تغيير إيجابي في المجتمعات الحالية. تعتبر تلك النقاشات جزءاً من جهود توعية بتاريخ الاستعمار وتأثيراته على العالم الحديث.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version