تحدث العالم النفسي اللبناني الدكتور مصطفى حجازي في مارس الماضي عن أهمية دراسة الشعوب من الداخل واكتشاف قواهم الكامنة بدلاً من الاعتماد على الفكر الغربي. وفي أكتوبر من نفس العام، توفي حجازي بعد مسار طويل في دراسة القضايا الكبرى في المجتمعات العربية واستخدام علم النفس في خدمة قضايا التنمية الإنسانية. ولد حجازي في صيدا عام 1936 وحصل على دبلوم علم الجريمة من فرنسا قبل الحصول على الدكتوراه في علم النفس. عمل كخبير نفسي في العديد من الدول العربية وترك بصمة في مكتبة علم النفس العربية بعدة مؤلفات.

من أبرز كتب حجازي “ثقافة الطفل العربي بين التغريب والأصالة” و”المسؤولية المدنية للخبير القضائي” و”علم النفس والعولمة” وغيرها. بالإضافة إلى ترجمته لعدد من الكتب إلى اللغة العربية. في بحوثه، كشف حجازي عن الهموم الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات العربية، مركزا على علم النفس الاجتماعي وتحليل قضايا القهر والهدر في الوطن العربي.

ركزت أبحاث حجازي على دراسة الاستبداد والقهر في المجتمعات العربية وكيفية التعامل معها. في كتابه “التخلف الاجتماعي”، استعرض حجازي تأثير القهر على الإنسان المتخلف وأساليب التصدي له. وفي كتابه “الإنسان المهدور”، استكمل حجازي دراسته للهدر ووكالاته والقوى التي يفرضها، مركزا على التعامل مع الإنسان كأداة لخدمة الاستبداد أو كمصدر للتهديد. كما تطرق إلى الأساليب الدفاعية التي يستخدمها الإنسان المقهور لمواجهة القهر.

حاول حجازي في بحوثه فهم الخصائص النفسية للإنسان المتخلف وكيفية مواجهة المأزق الوجودي غير القابل للاحتمال. كشف عن أساليب الدفاع التي يستخدمها الإنسان المقهور مثل التمسك بالتقاليد أو اللجوء إلى العنف. وأكد على أهمية فهم هذه الخصائص لتحقيق مشاريع التنمية في المجتمع العربي. كما استعرض حجازي في دراسته الوسائل التي يستخدمها الاستبداد للحفاظ على سلطته والترويج لعظمته على حساب الإنسانية والقيم الإنسانية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version