تم بناء مسجد ليون الكبير في عام 1994، ويُعتبر واحدًا من أكبر وأعرق المساجد في فرنسا. يتميز المسجد بتصميمه الفريد الذي يجمع بين العمارة التقليدية الأندلسية والهندسة العصرية. يتسع المسجد لثلاثة آلاف شخص، ويحتوي على مئذنة بارتفاع 25 متراً وقبة بقطر 14 مترًا. يُحاط المسجد بفناء مزين بأعمدة رخامية نقشت عليها آيات قرآنية وأسماء الله الحسنى.
يتميز مسجد ليون الكبير بمركز ثقافي متعدد الاختصاصات، بمدرسة قرآنية لتعليم الدين، وبمكتبة تحتوي على العديد من الكتب الإسلامية، ويعمل في المسجد أكثر من 50 جمعية إسلامية. وتُعد مدينة ليون ثالث أكبر مدينة في فرنسا وتضم حوالي 300 ألف مسلم. يعتبر المسجد مركزًا حيويًا للجالية المسلمة في المدينة حيث يعقد العديد من الأنشطة الثقافية والدينية.
يشهد مسجد ليون الكبير إقبالًا كبيرًا من قِبل شباب الجاليات المسلمة خلال شهر رمضان، حيث يُقيمون صلاة التراويح والتهجد ويشاركون في الأعمال الخيرية والتعمق في تعاليم الدين الإسلامي. يُنظم المسجد العديد من الأنشطة في رمضان مثل موائد الإفطار وصندوق المساعدات الاجتماعية للمحتاجين والفقراء.
تُعد الأنشطة الدروس والمحاضرات الدينية المُقامة في مسجد ليون الكبير جزءًا أساسيًا في برامجه، حيث يشجعون على التكافل والتسامح ويُحاولون تعريف الشباب بالقيم الإنسانية للإسلام. يعمل المسجد على تدريب الأئمة وتنظيم ندوات ومنتديات لزيادة الوعي الديني والمعرفة بتعاليم الدين.
تُنظم مسجد ليون الكبير لقاءات ترويجية تهدف إلى تعميق الحوار والفهم المتبادل بين الجاليات المسلمة والديانات والطوائف الأخرى. كما يقوم المسجد بتوعية المجتمع المحلي بالدين الإسلامي والقيم التي يحملها، ويعمل جاهدًا على مواجهة التحيز والفهم الخاطئ للإسلام. تلعب المؤسسات الدينية الإسلامية دورًا هامًا في تعزيز التواصل والتعاون بين الثقافات والديانات في المجتمع الفرنسي.
