تقدم رولا خلف، رئيس تحرير الصحيفة المالية، مقالاتها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية. في مسرحيته “قصص هوفمان”، يروي شاعر مخمور قصص الحب الثلاثة في حياته. هل تعتبر النساء الثلاثة شخصيات مختلفة، أو جوانب مختلفة من امرأة واحدة، أو إعتقاده الخيالي للإناث الأبدية؟
يأخذ داميانو ميكيليتو، مدير إنتاج الأوبرا الملكية، خطوة إلى الأمام بالإنشاء ويقدم عملًا استثنائيًا، يجمع بين فرقة عمل ضخمة، تشمل عدة فرق راقصة، لخلق رؤية خيالية ثرية بأفكار كثيرة بدلاً من أن تكون مملة. يتم إشارة إلى قصص خيالية أخرى مثل “أليس” لليوس كارول و “مواده الداكنة” لفيليب بولمان. صمم ميكيليتو مشهداً غنياً بالتفاصيل والإبداع الذي يستحق المشاهدة.
زخم في أداء حجب كل شيء. تجربة “أوليمبيا” تحدث في ساحة مدرسية مضطربة حيث تمتلأ السبورة السوداء بالمعادلات الرياضية سحريًا. يتحول السراديب عباءة أنطونيا المغبرة عادةً إلى غرفة لتدريس الباليه مليئة بالحيوية والفكاهة. تمثل لحظات مثل فقدان هوفمان لظله بشكل رائع، وهناك لحظة حاسمة في النهاية عندما يعود حبه النهائي، ستيلا بشكل مفاجئ إلى المسرح.
خلال هذه العوالم الخيالية تقدم خوان دييغو فلوريز، دور هوفمان، بأداء شجاع ورائع. بينما تلفظ أولجا بودوفا بدور “أوليمبيا” بطريقة ساحرة، وتظهر مرينا كوستا جاكسون مؤلفة بدور “جولييتا” بالكثير من القوة والصوت. ويقدم أليكس إسبوزيتو العديد من الأدوار الشيطانية لهوفمان بقوة صوتية تجعله محترمًا في جميع الأدوار.
يحمل كريستوف مورتان الطابع الفرنسي للأدوار الكوميدية، كما يعكس عليستير مايلز ألم الأب المعانين لأنتونيا. أما آخرون مثل كريستين رايس وجولي بولين يشاركون الدور المزدوج للموسيقي/نيكلوس، والأخيرة بصوت غني.
يقود أنطونيلو ماناكوردا بثقل ملحوظ، وتستخدم الأوبرا الملكية التوزيعات الموسيقية التي تبطئ العمل، لكنها تخلق نهاية رائعة. يشبه هذا الإنتاج الحيوي عرضًا مذهلاً يستحق كل قرش يدفعه الجمهور.