تُعَد الأقلمة أو التوطين قطاعًا ابتكاريًا جديدًا في سوق الترجمة، حيث يتيح للمتخصصين في هذا المجال الفرصة للعمل على مشاريع تجمع بين التكنولوجيا واللغة والإبداع. تحدثت العديد من الخبراء عن أهمية الأقلمة في ألعاب الفيديو، حيث يجب على المترجمين فهم الثقافة المستهدفة وتقديم المحتوى بشكل يبرز هذه الثقافة بشكل إيجابي وجميل. كما أشاروا إلى دور الأقلمة في تعزيز الهوية الإماراتية واللغة العربية لدى الشباب من خلال إعادة صياغة المحتوى بشكل يتناسب مع السياقات الثقافية المحلية.
أكدت الدكتورة موزة الطنيجي، رئيسة قسم اللغات والآداب بجامعة الإمارات، أن الأقلمة في ألعاب الفيديو تسهم في تعزيز الهوية الإماراتية وتعزيز الوعي بالقضايا البيئية العالمية. وأشارت إلى أن استخدام الألعاب في توعية الشباب حول الاستدامة وحماية البيئة يعد مبادرة مهمة للتحقيق في العديد من الأهداف التعليمية والبيئية. أيضًا، أشارت إلى أهمية أن تحمل الألعاب رؤى وأهداف توعوية لبناء جيل مدرك لأهمية البيئة والتحديات التي تواجهها.
من جهته، أكد الدكتور إبراهيم علي محمد، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة الإماراتية، أن الإمارات تتقدم في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وتحمل نخبة من الخبراء يستطيعون أقلمة الألعاب الفيديو بشكل فعال، خاصة في المجال التعليمي. كما أوضح أن الأقلمة تسهم في تثقيف الطلاب حول أهمية الاستدامة وتعزيز مشاركتهم في العمل البيئي، وهذا يجعلها أداة تعليمية فعالة ومثيرة.
من جهته، أشار المبتكر الإماراتي حارب الشحي إلى أن الألعاب الفيديو تلعب دورًا هامًا في تشكيل وعي وإدراك الأجيال في المستقبل، شريطة أن يتم تصميمها بشكل هادف وبعيد عن العنف. كما أشار إلى أن الأقلمة تساهم في اكتشاف عوالم افتراضية للفئات المستهدفة وتحفز القدرات الإبداعية والتخيلية لديهم.
أشاد عدد من الطلبة بالأقلمة في ألعاب الفيديو، حيث وجدوها جديدة ومفيدة كوسيلة تعليمية وثقافية. ودعوا إلى تعاون المؤسسات التعليمية مع شركات إنتاج الألعاب لتصميم ألعاب مبتكرة تعمل على تطوير المهارات وتعزيز العمل الجماعي وحل المشكلات بشكل إبداعي. تجاوب الشباب بإيجابية مع فكرة الأقلمة في الألعاب الفيديو، مشيرين إلى أهميتها في تنمية المهارات الحياتية وتعزيز الثقافة والوعي بالقضايا البيئية والاجتماعية.