عادت إلى الواجهة سيرة الرسامة الفرنسية فرنسواز جيلو، شريكة حياة الرسام العالمي الشهير بابلو بيكاسو. وقد أعلن متحف بيكاسو عن عرض أعمالها الفنية، حيث كانت جيلو تعتبر من أبرز الرسامات في فترة معينة قبل وفاتها عن عمر يناهز 101 عامًا. تعرفت جيلو على بيكاسو في مقهى باريسي عام 1943، وكانت تعتبر شابة مستقلة وجريئة، ما جعلها تتصدى له وتأخذ أطفالهما منه، وهو ما غضب بيكاسو الذي حاول تحطيمها والانتقام منها.
بعد الانفصال عن بيكاسو، هاجمها بيكاسو وأصدقاؤه المؤثرون في الأوساط الفنية والفكرية في فرنسا، مما اضطرها في النهاية إلى مغادرة فرنسا والاستقرار في الولايات المتحدة. هناك، أعادت بناء حياتها ومسيرتها المهنية، واستمرت في الرسم حتى وفاتها في عام 2023. لكن في فرنسا، طغى نجاح بيكاسو على نجاح جيلو دائمًا، والآن يحاول متحف بيكاسو في باريس تصحيح هذا الخطأ جزئيًا من خلال عرض أعمال جيلو في المتحف.
وفقًا لأحد المسؤولين في المتحف، تم التركيز على جيلو كفنانة بشكل مستقل، دون الربط ببيكاسو أو مصدر إلهامها. وقد أثار هذا القرار اهتمامًا كبيرًا من الجمهور. قضت جيلو السنوات الأخيرة من حياتها في نيويورك، حيث عُرضت لوحاتها ورسوماتها في العديد من المعارض في أوروبا والولايات المتحدة. وقد نجحت في ترسيخ نفسها كرسامة مشهورة على الرغم من محاولات بيكاسو وآخرين للإضرار بها.
فرنسواز جيلو كانت ولا تزال تُعتبر من بين أبرز الرسامات في التاريخ الفني، وتاريخ حياتها الفنية ممتد لأكثر من 60 عامًا. كانت جيلو تتمتع بالشجاعة والاستقلالية الشديدة في تعاملها مع بيكاسو والعالم الفني، ونجحت في تحقيق النجاح والاعتراف بأعمالها رغم العقبات التي واجهتها. تمثل حياة جيلو قصة نجاح وقوة ملهمة للنساء الفنانات وجميع النساء اللاتي يتطلعن لتحقيق أحلامهن ومواهبهن في عالم الفن.
بموت جيلو عام 2023، تركت إرثًا فنيًا كبيرًا وتاريخًا مميزًا في عالم الفن. ومن خلال عرض أعمالها في متحف بيكاسو، يتم إعطاء الفرصة للجمهور لاكتشاف مواهبها وإبداعاتها التي لم تحظ بنفس الاهتمام والتقدير كما حظيت به بيكاسو. يعتبر هذا العرض محاولة لتصحيح الإجحاف التاريخي وإعطاء جيلو جزءًا من الاعتراف الفني والتقدير الذي تستحقه كفنانة موهوبة ومبدعة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.