باشرت المعلمة الفلسطينية إسراء أبو مصطفى مبادرة مميزة بإقامة خيمة تعليمية للأطفال على أنقاض منزل عائلتها في مدينة خان يونس بقطاع غزة، والتي دمرته الطائرات الإسرائيلية. بدأت المبادرة بحوالي 35 طالباً، وتزايد عدد الطلاب تدريجياً حتى وصل إلى 400 طالب يأتون في مجموعات، نظراً لضيق مساحة الخيمة التي لا تستوعب هذا العدد من الطلاب.

تتراوح الصفوف التعليمية للأطفال في الخيمة بين مراحل ما قبل المدرسة وحتى الصف السادس الابتدائي. يجتمع الطلاب في مجموعات، لكل مجموعة صف دراسي محدد ووقت دراسي معين، حيث يتم تدريس منهج وزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى بعض الفعاليات الترفيهية بدعم من الجمعية الخيرية التركية “مولانا السلطان”.

تأتي هذه المبادرة لتحدى الظروف الصعبة التي خلفتها الحرب المستمرة في المنطقة منذ أكتوبر 2023، والتي أثرت بشكل كبير على التعليم والأطفال. تواجه المعلمة صعوبات عدة في إقامة الخيمة التعليمية، منها مشهد التهجير المتكرر وتهديد جيش الاحتلال للمنطقة وانعدام الأمان والخوف من القصف.

على الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أن إسراء أبو مصطفى تواصل عملها النبيل في تقديم التعليم للأطفال في الخيمة التعليمية، وتحفزهم على مواصلة دراستهم رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها. تعد هذه المبادرة خطوة إيجابية في تحسين الأوضاع التعليمية في المنطقة وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال.

يجسد هذا المشهد الجدير بالإعجاب روح الصمود والتضحية لدى الفلسطينيين، الذين يعملون بكل إصرار على تقديم الأفضل لأطفالهم وتوفير فرص التعليم والتطوير لهم، رغم الصعوبات والعقبات التي يواجهونها يومياً. في النهاية، تبقى التعليمية إسراء أبو مصطفى مثالاً يحتذى به في العطاء والتفاني في سبيل تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.