مايك كيلي، الذي ولد في عائلة طبقية عمالية في ديترويت، قد وجد نفسه في عالم الفن التجريبي في كاليفورنيا في الثمانينيات، حيث أصبح معروفًا بإبداعاته الفنية التي تقوم على تشويه صور البراءة والطفولة. تعتبر أعمال كيلي، التي تمثل فيلمًا وتركيبات مرعبة ومشوهة، محط اهتمام متحف تايت الحديث. تعتبر تلك الأعمال بمثابة تناول لتشويه الصور التقليدية للطفولة والجمال وتوجه للرموز القوة بشكل ساخر.
تتضمن الأعمال الفنية لكيلي مشاهد لعالم الطفولة المروع، وكذلك استخدام الرموز الفنية للسخرية من مثل الحداثة والتجريبية، وأيضًا القضايا النفسية والجنسية التي يتناولها. يظهر ذلك من خلال مشاهد الألعاب الناعمة القذرة، والمدمرة، وتعريها للجمهور بطريقة صادمة. تتناول أعماله أيضًا تشويه القوى الرمزية المحدثة وتشجيع الفاشلين والضعفاء.
بالإضافة إلى ذلك، يتناول كيلي أيضًا نقد التاريخ الفني والسياسي من خلال أعماله، ويعرض تجاربه الشخصية والجماعية بشكل مشوه ومرعب. يعتبر كيلي مثيرًا للاهتمام لأنه يقدم رؤية ذاتية بائسة للعالم، وكذلك تعامله مع النوع الآخر والأيدلوجيات السياسية والتاريخية.
على الرغم من اعتبار تايت كيلي كفنان من العيار الثقيل في تصويته، حيث أنهم قاموا بتقديم العديد من الرموز مثل جيمس جويس، ولكن العديد من النقاد يرونه أنه يمثل الجانب المظلم للفن الشعبي، ويميل إلى التأكيد بشكل ضمني على التفكير الشائن. تتضمن أعماله جوانب الابتذال والتحولات الثقافية التي تعكس العقلية الحالية من خلال علاقته بالعالم الحقيقي والهروب منه.
بشكل عام، يمكن القول إن كيلي قدم مشهدًا فنيًا فريدًا ومحورًا على روح الشغب والتحولات بالتالي يعتبر واحدًا من أشهر فناني القرن العشرين فيما يتعلق بتشويه صور البراءة والطفولة. يتمثل تميزه في استخدام الفن كوسيلة للتعبير عن انعدام الأمل والإحباط والعزلة، وهو ما يمكن رؤيته وفهمه من خلال أعماله التي خلدها التاريخ والتى تعتبر من أهم الأعمال الفنية في العصر الحديث.