يروي الفيلم الوثائقي “No Other Land” جهود القرويين في مواجهة النزوح الوحشي الذي تفرضه القوات الإسرائيلية. صنع الفيلم خلال خمس سنوات من قبل فريق فلسطيني وإسرائيلي مختلط وحصد عدة جوائز، ويتتبع الجهود التي بذلها القرويون لمقاومة النزوح الذي أصبح واقعا يوميا في الضفة الغربية المحتلة. تركز القصة على باسل عدرة، ناشط فلسطيني، الذي يوثق سوء المعاملة ويصادق يوفال أبراهام، صحافي إسرائيلي تعرف عليه منذ خمس سنوات أثناء زيارته للضفة الغربية لكتابة تقارير عن الهدم.

يقدم الفيلم منظورا يكون في نفس الوقت حيويا وروحيا، ويظهر براعة في التصوير المتحرك والمشاهد الهادئة بين عدرة وأبراهام، اللذين يشاركان في إخراج الفيلم مع همدان بلال وراشيل سزور. وتظهر سرعة باسل عدرة في توثيق التدخلات الإسرائيلية خطرا يبتليه. تقوم الكاميرا أيضا بتوثيق حياة عائلة مجبرة على العيش في كهف بعد تدمير بيتها على يد القوات الإسرائيلية. ويعود عدرة للتأكيد على أن صناع الفيلم لم يبحثوا عن تمويل من مؤسسات إسرائيلية حكومية الجمعيات الأخرى.

تقدم الشركة في الفيلم نيزكيات من أفلام العائلة التي توثق تفاعل والده الناشط ضد الاحتلال. تصاحب هذه المشاهد قسنطينية في التفكير والتأمل، لكن في لحظات أخرى يندلع “No Other Land” في العنف. تظهر في ماسافير يتا جنود الجيش الإسرائيلي يطلقون النار على شاب يدعى هارون أبو عرم عند قربهم منه أثناء استيلائهم على مولد كهرباء. يعمل الشاب على هذا النحو، اهواه أهله إلى الكهف، لكنه توفي خلال العامين التاليين. يمثل في الفيلم أيضا إحدى العائلات المضطرة للعيش في كهف بعد هدم منزلها من قبل القوات الإسرائيلية.

يتناول الفيلم بشكل دقيق أيضا الأحداث الجارية في غزة، حيث يوضح عدرة، وهو محام مدرب، حيث يعمل على مدى سنوات في توثيق الانتهاكات. ولكنه لا يستطيع احتواء استياءه. ويعبر أبراهام عن استيائه أيضا من العنف الهيكلي النظامي الذي تفرضه الاحتلال الإسرائيلي على جميع جوانب حياة الفلسطينيين من خلال قيود مستمرة يوميا.

يسلط الفيلم الضوء أيضا على دور الغرب في تفاقم الصراع، حيث ينقد أبراهام تدخل الغرب في الصراع الحالي من خلال الدبلوماسية والسياسات وتوريد الأسلحة إلى إسرائيل. كما يعرب عدرة عن أمله في عدم الحاجة إلى صنع مثل هذا الفيلم ويعبر عن أمنياته في أن يكونت الحياة أكثر بساطة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.