في الثامن من أبريل عام 1904، وقعت أولى العلاقات الطيبة بين فرنسا وبريطانيا، والتي أكسبت العلاقة بين البلدين الدفء. على مدى 120 سنة، احتفل جنود البلدين باختلاط أوراقهم في الذكرى السنوية لتوقيع اتفاقية العلاقات الطيبة، مما جعلها لحظة محورية في تاريخ أوروبا.
وقد تم التوقيع على الاتفاقيات بهدف حل النزاعات المتواجدة وتعزيز التحالف بين البلدين في مواجهة التهديد المتزايد من القوات العسكرية الألمانية المتنامية. وقد احتفلت الجنود البريطانيين والفرنسيين بالذكرى عن طريق تبادل مراسم حرس الشرف التقليدية، إذ حضر هذه المناسبة جنود بريطانيين وفرنسيين بزي حراس الشرف.
ويعتبر اتفاق العلاقات الطيبة نقطة محورية في تاريخ أوروبا، حيث أعاد تعريف العلاقة بين بريطانيا وفرنسا، وساهم في تشكيل المشهد السياسي القاري خلال القرن العشرين. وقد أظهر الاحتفال بالذكرى كيف أن هذا التحالف قد تطور مع مرور الوقت وازدهر.
وكان من أهم مظاهر هذا التحالف هو تأسيس حلف شمال الأطلسي عام 1949، حين ضمت بريطانيا وفرنسا إلى جانب إثنتا عشرة دولة أخرى من أوروبا وأمريكا الشمالية، بهدف حماية أنفسهم من التهديدات النووية السوفيتية. ومن الأمثلة البارزة لتوحيد بريطانيا وفرنسا في العصر الحديث يعتبر نفق قناة البلاد، الذي تم الكشف عنه في عام 1994.
ولكن ليست جميع الأمور كانت سلسة، حيث شهدت العلاقة بين فرنسا وبريطانيا تحديات وخلافات عديدة، لاسيما بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2020. ومع ذلك، 120 عامًا لا يزالوا معًا ويعملون على تجاوز هذه الخلافات.
في زيارتهم الدولية الأولى لفرنسا في العام الماضي، أشار الملك تشارلز الثالث إلى أهمية اتفاق العلاقات الطيبة بين البلدين، ودعا إلى إعادة تحفيز الصداقة بينهما لضمان مواكبة التحديات المستقبلية. وبذلك، يستمر التحالف القوي بين بريطانيا وفرنسا، مع تجاوزهما للعقبات والصعوبات في كل مرحلة.