تتحدث أليونا أليونا وجيري هايل، المشاركة الأوكرانية في مسابقة اليوروفيجن لهذا العام، إلى يورونيوز ثقافة حول الأهمية السياسية لمسابقة الأغاني.
تم تسريب أول لمحة لأداء أوكرانيا في اليوروفيجن ومن الواضح أن البلاد تعني الجد. بعد مرور عامين على فوز فرقة كالوش أوركسترا الهائل لهزيمة خلال الفوضى الناجمة عن غزو روسيا العنيف، لم تنقص الحرب روح أليونا أليونا وجيري هايل، المشاركتين لهذا العام في المسابقة. في لقطة صغيرة، تغني هايل مقطع القرب من أغنيتهم “تيريزا وماريا” وهي تتسلق قمة الجبل بينما تسقط القنابل بجانبها. الفنانة البالغة من العمر 28 عامًا تبدو كشخصيه ملائكية بينما تظهر رؤية الصواريخ تمطر على بلادها الحبيبة.
بالنسبة إلى هايل وشريكتها أليونا أليونا، ليس مسابقة الأغاني اليوروفيجن لهذا العام قدرة على رفع ملفاتهم الدولية كموسيقيين فقط، ولكنها جزء من الجبهة الناعمة لحرب تخاطب الغرب لمساعدة أوكرانيا. “عرفنا ما يتوقعه الناس منا عندما حاولنا المشاركة في المسابقة الوطنية”، يقول هايل. “لأننا توقعنا ذلك من كل المشاركين في السنوات السابقة”. حصلت هايل وأليونا أليونا على فوز في مسابقة Vidbir 2024 في فبراير، مما منحهم الحق في تمثيل بلادهم.
بجانب الملحنين أنطون تشيليبي وإيفان كليمينكو، كتبوا الأغنية “تيريزا وماريا” التي تضع ام تيريزا والسيدة مريم كشخصيات رئيسية لتلهم الرجاء في البشرية للجميع. هي إدخال أساسي لأوكرانيا في مسابقة اليوروفيجن لبلد نجح في تلبية المتطلبات الأساسية في الذاكرة الحديثة. في حين تعتمد البلدان الأخرى على الاغاني البوب الحالمة، “تيريزا وماريا” تمزج بين الهتافات الشعبية المخيفة، واحكام أقوال الراب، والكلمات الجماهيرية. كل ذلك يتغنى بفخر باللغة الأوكرانية.
“مع أم تريزا وماريا، قمنا بإنشاء أغنية عن رمزين للطيبة والمحبة والوحدة. إذا كنت متحدًا ، يمكنك الفوز في الحرب ، يمكنك تغيير العالم وترك شيء لأطفالك وأطفال أطفالك،” تقول أليونا أليونا. تريد مواصلة الشعور بالوحدة الذي نجحت أوكرانيا في تحقيقه عندما فازت في المسابقة في عام 2022، بعد شهرين فقط من غزو روسيا الأول.
على الرغم من أن شعار اليوروفيجن يفرض عدم وجود سياسة ظاهرية في كلمات الأغاني، إلا أن الثنائي ملتزم بالقضية التي يعكفون عليها باستخدام المسابقة كمنصة للترويج للدمار الذي تسببت فيه روسيا في حياة وثقافة الأوكرانيين. لقد عرضا الأغنية على نساء أوكرانيا، خاصة النساء اللواتي هن معلمات في مدرسة فيليوكوسترومسكا.في اختبارهم لليوروفيجن، قاما هايل وأليونا أليونا بإنشاء حملة تمويل من خلال UNITED24 لإعادة بناء المدرسة التي دمرتها القنابل الروسية في أكتوبر 2022 لـ 250 طفلا كانوا يدرسون فيها. تشير هايل إلى أن التعليم أمر مهم لجهود الحرب على المدى الطويل لأنه سيكون الأطفال الذين يعيدون بناء البلاد بعدنا. “لذا علينا توفير طفولة لهم”.
قد ترى EBU مسابقة اليوروفيجن على أنها بغية سياسية، ولكن بالنسبة لهاييل وأليونا أليونا، فإنها وسيلة أخرى لجعل البلد وثقافته في قلوب المجتمع الدولي، وهي أداة أساسية في نضالهم ضد روسيا. “إذا كانت لديك موسيقى أوكرانية في قوائم تشغيلك، ستفكر فينا يوميًا، وستفكر فينا كأشخاص متساوين يرغبون في الحصول على حياة طبيعية ولا يستطيعون فقط”، تقول أليونا أليونا.
التأكد من أن أوكرانيا تكون في صدارة عقول الأوروبيين هو السبب في أهمية الزوج لأن تبقى روسيا مستبعدة من المسابقة. “لماذا ينبغي أن يحصل المدمر للثقافات الأخرى على فرصة لنشر ثقافته” تقول أليونا أليونا. تم استبعاد روسيا من اليوروفيجن في عام 2022 بعد غزو روسيا.لم تقم EBU بإقتراح أي فكرة بعودة روسيا في المستقبل. ولكن من الملاحظ أنه في العام الماضي، كان هناك تحرك متزايد لاستبعاد إسرائيل من مشاركتها في المسابقة لهذا العام والتي تم تجاهلها من قبل EBU.
في غضون أقل من ستة أشهر من الهجمات في 7 أكتوبر، قامت إسرائيل بشن هجوم على غزة أسفر عن مقتل أكثر من 34000 شخص، بما في ذلك أكثر من 20000 امرأة وطفل، وهو ست مرات عدد القتلى في أوكرانيا على مدى عامين. عند سؤالهم عن مشاركة المغنية الإسرائيلية إيدين جولان، يتهرب الثنائي الأوكراني من اتخاذ رأي قوي. “كل حرب هي خراء. الإرهاب هو خراء”، تقول أليونا أليونا. “الشيء الرئيسي الذي نقدره هو الحياة الإنسانية.”
عند الضغط بشأن الأداء جنبًا إلى جنب مع الإدخال الإسرائيلي، يشدد هايل على: “نحن سعداء فقط بوجودنا هنا لنمثل ثقافتنا ونحن نعلم أن علينا أن نؤدي بشكل جيد لنكون مرئيين بلادنا. إنهم يفعلون ما يفعلونه لبلادهم.” تعكس تعليقات الثنائي قول بطلة اليوروفيجن لعام 2016 جمالا في وقت سابق من هذا الأسبوع, حيث قالت “لا نستطيع أن نتخلى عن مثل هذه المسابقة في وقت الحرب”، رغم أن بلدان قد ترفض المشاركة في مسابقة هذا العام بسبب مشاركة إسرائيل.
