رحلة المفكر المصري الراحل مصطفى محمود شهدت العديد من المحطات، ولكن أبرزها كانت تلك المتعلقة بأفكاره الفلسفية للإيمان واستخدام العلم في التغذية الروحية. وفي نهاية حياته، كرس محمود جهوده الكتابية لمناقشة الفكر الصهيوني ودور الولايات المتحدة في دعم الاستيطان الإسرائيلي، مما أدى إلى إصدار 9 كتب في حقبة التسعينيات عن هذا الموضوع.
من خلال كتاباته، شدد مصطفى محمود على دور الولايات المتحدة في دعم إسرائيل واستخدامها لتحقيق أهداف سياسية في الشرق الأوسط. ووصف العلاقة بين الطرفين على أنها علاقة تتمحور حول السرقة، حيث يستخدم كل منهما الآخر لتحقيق مصالحه الشخصية.
ويشير مصطفى محمود إلى أن العلاقة بين أميركا وإسرائيل تعتبر علاقة عضوية، حيث تقدم أميركا دعمها المستمر لإسرائيل من خلال تزويدها بالأموال والسلاح والدعم السياسي. وبشكل عام، يصف محمود إسرائيل بأنها “طفل أميركا المدلل”، حيث تتبع إسرائيل سياسات أميركا وتعمل كيدًا لتحقيق أهدافها في المنطقة.
وبالإضافة إلى تحليله للعلاقة بين أميركا وإسرائيل، استعرض مصطفى محمود أيضًا الجهود الإسرائيلية للوصول إلى صناع القرار في روسيا، وأشار إلى أن أميركا سهلت هجرة ملايين اليهود من الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل. وفي ظل هذه الظروف، شدد محمود على ضرورة تحرك العرب وتكاتفهم من أجل مواجهة المخططات الاستيطانية والعمل سويًا لتحقيق النصر.
وختم مصطفى محمود رؤيته بضرورة اتخاذ إجراءات عملية لصالح العرب، بما في ذلك إقامة جبهة عربية وتحقيق التكامل الاقتصادي والعسكري. ودعا إلى استعادة الروح المتفائلة والإيمان بالنصر، والعمل بوحدة وتعاون لهزيمة العدو وتحقيق الأهداف المشتركة.