يركز المخرج الفرنسي جيريمي كلابين في فيلمه الخيال العلمي المبني على الحقائق، Pendant ce temps sur Terre (Meanwhile on Earth)، على تجربة فاقدة الشقيق والفقد الناجم عنه. يتناول الفيلم قصة إلسا التي فقدت شقيقها فرانك بشكل غامض خلال مهمة فضائية قبل ثلاث سنوات. تصارع إلسا من أجل المضي قدمًا في حياتها، ولكن الشيء الوحيد الذي تجد فيه الراحة هو تذكر أخيها الغائب. تبحث إلسا عن إشارات من شقيقها وتقع في بُعد موازي بعد تعرضها لاضطراب يومًا. يتم الاتصال بها بواسطة كائن فضائي غريب الشكل يطلب منها أن تقدم تضحية لإنقاذ شقيقها، وهنا ينشأ تساؤل حول إمكانية ملء الفراغ من خلال التضحية بالإنسانية.
تجمع الدراما ذات الفكرة العالية التي قدمها كلابين بين مزيج مبتكر من المشاهد الحية والمشاهد المرسومة، مما يؤكد على تقنيات إخراج الفيلم. تخلق أعمال الرسوم المتحركة التي تشبه إلى حد كبير أسلوب Leiji Matsumoto مديحًا للموهبة الشعرية التي عرضها الفنان في أول فيلم له. يبتكر كلابين في العمل جوًا رقيقًا وجذابًا، مدعومًا بالصور البصرية الرائعة من قبل المصور البلجيكي روبريخت هايفارت. يأتي هذا بجانب تصميم الصوت الجيد من فنسنت بيبونيير والتصميم الرائع للموسيقى من قبل دان ليفي. وبالرغم من أن العرض السردي قد تحول إلى تغييرات في الطابع التي تبدو مزعجة في بعض الأحيان، فإن الأداء القوي والجانب التقني للفيلم لا يمكن انتقاده.
تستند فكرة الفيلم على مواجهة إلسا للحزن وتصالحها مع فقدان شخص عزيز عليها. تبدو النهاية النهائية للفيلم مخيبة، وعلى الرغم من أن القصة تحافظ على الموضوع المركزي حول الفقدان وكيفية التأقلم مع لا مفر منه للموت، إلا أنها تصل إلى وجهة نهائية لا تلهم بعد الوعود التي قدمتها في بداية الفيلم. بالرغم من ذلك، يستمتع المشاهد بأداء الأبطال والتنفيذ الفني اللافت، ورغم أن السرد كان بحاجة إلى تمكن أكبر ليأتي بعدل لفكرة ممتلئة بالمشاعر، إلا أن النتيجة النهائية تجعل من Pendant ce temps sur Terre (حتى لوقت وهو الأرض) تأملاً مؤثرًا حول كيفية تحمل الثمن.قد يكون محاربة الحزن هو الثمن الذي تدفعه على الأرض مقابل الحب.
ينقل الممثل سام لويك بشكل جيد دور شخصية فرانك، ويضيف للتجربة بالإيمانية والعمق الذي يظهره. وعلى الرغم من أن حجم الإنتاج ليس ضخمًا، إلا أنه يحتفظ بأسلوبه الشعري الذي كشف عنه في أول فيلم له. يتميز الفيلم بعرض لافت للصور وتصوير مبهر من قبل المصور البلجيكي روبريخت هايفارت، ويتم اختيار الصوت بشكل ذكي من قبل فنسنت بيبونيير والدراما الصوتية المذهلة من تأليف دان ليفي. على الرغم من بعض التبديلات في الطابع أثناء الفيلم التي قد تظهر مزعجة، إلا أن هناك جوانب إيجابية في العمل تجعله يستحق المشاهدة.
تتحول القصة إلى تساؤل حول القدرة على ملء الفجوة بالتضحية التي قد تستلزم فقدان جوهر الإنسانية. تظهر هذه التساؤلات عندما يقوم الكائن الفضائي بتقديم عرض إلى إلسا لإنقاذ شقيقها على حساب ثمن باهظ. يتناول الفيلم مواضيع مثل الحزن والفقدان بشكل عميق، ويجسد التحديات التي يواجهها الإنسان في تجاوز هذه المشاعر. يناسب خلفية كلابين السينمائية هذه النوع من القواعد المستحيلة. يحاول الفيلم المحاكاة الصعبة للعلاقة بين الإنسان والمخلوقات الفضائية، وكيف يمكن تخطي الفقدان والألم من أجل الحب.
