خلال لقائنا بالفنانة السورية خولة أبوصالح، تبين لنا أنها فنانة شابة موهوبة تجسد في أعمالها الفنية قضايا مهمة. بطريقة مبدعة، تخلق أعمالاً تمزج بين الطابع الأكاديمي والكلاسيكي، مع تركيزها على تعبير عن مشاعرها وفضاءها الشخصي.
تقوم خولة بمحاولة توثيق الثقافة المحلية في دبي من خلال رسوماتها، في سعي لاكتشاف جوانب جديدة من المدينة وتقدير تاريخها وثقافتها. تستعين بالرسم كوسيلة للتعبير والتواصل مع الآخرين، وتتحدث عن رسم صورة مؤثرة لمؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتوضح كيف كان يرسم طموحاته على رمال الصحراء ليبصرها الشعب.
في أعمالها، تستعرض خولة أيضًا إنجازات دبي بأسلوب مليء بالرمزية والتفاصيل، تشير إلى حدث إكسبو 2020 وأبراج السحاب الشهيرة. تجمع بين الهندسة المعمارية والهوية الحضرية في أعمالها، مما يظهر عمق البحث والاهتمام الذي تكرسه لكل عمل فني تقوم به.
باستخدام عناصر الملابس التقليدية والجغرافيا المحلية، تقدم خولة رؤية فنية تنسجم مع البيئة المحلية والتراث. تسعى لتوثيق تاريخ الإمارات وتعبر عن امتنانها للقيادة والقيم التي شكلت الدولة. تتأثر بفن الباروك في تقديمها للتشكيلات الفنية، مما يضيف لأعمالها بعداً تاريخياً وثقافياً.
يبدي عمل خولة اتساقًا واستدراجًا في رسوماتها، حيث تجمع بين الديناميكية والتفاصيل المعمارية للدولة. تقوم بأسلوب تعبيري متصل لا يقتصر على الرسم، بل يعبر عن رؤية شاملة لقيم المجتمع والثقافة والتاريخ. تتطلع لإكمال سلسلة من اللوحات توثيقا لثقافة الإمارات في خط زمني محدد، مع اعتمادها على الفن الكلاسيكي كوسيلة لتحقيق ذلك.
يستغرق خولة عامين لإتمام كل لوحة من لوحاتها، مما يظهر التفاني والعناية التي توليهما في مشروعها الفني. تشارك خولة تجاربها الفنية مع الجمهور من خلال تدريس ورش الرسم في دبي، مما يسهم في إثراء المجتمع الفني في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version