بتاريخ السابع من أكتوبر 2023، شهد العالم يومًا لا يُنسى حيث شق إلى نصفين بسبب رؤية المقاومين الفلسطينيين لإسقاط جنود الاحتلال الإسرائيلي وإطاحتهم بدبابات الميركافا، وهو ما أثار غضب الغرب بشكل كبير. تعتبر هذه اللقطة إهانة كبرى لإسرائيل وقواتها العسكرية، مما يتنافى مع صورتها السالبة في التاريخ. يواجه الغرب اليوم تحديات في تبرير دعمه المستمر لإسرائيل على الرغم من الجرائم التي ترتكبها في فلسطين.
قادة الغرب تحولوا في لحظة إلى تضامن مع إسرائيل، وبالرغم من عبارات التعزية والدعم، إلا أن الواقع كان مختلفًا حيث وصلت الطائرات والبوارج المحملة بالأسلحة لتُلقي بآلات الجحيم على رؤوس الفلسطينيين. لطالما اتضحت أن الغرب يدعم إسرائيل بسبب العوائد الاقتصادية والاستراتيجية التي تجلبها لهذه الدول، بالرغم من أفعالها القمعية والاستعمارية ضد الفلسطينيين واللبنانيين.
تستعرض الروايات التاريخية والدينية للغرب قصة تأثيرها السلبي على الشعوب المحتلة، حيث أظهرت حروب الصليبيين والاستعمار الأمريكي والأوروبي تدميرًا هائلًا على المجتمعات والثقافات الأصلية. بالرغم من ادعائها لمبادئ حقوق الإنسان والعدل، يظل تأثير الاستعمار الغربي ينعكس سلبًا على العالم حتى اليوم.
تعتبر فهم الغرب للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي تحديًا معقدًا، حيث يعتمد على عوامل تاريخية ودينية وسياسية معقدة. تتداخل الاستعمار، والدين، والتحالفات الجيوسياسية، والمصالح الاقتصادية جميعها في تبرير الدعم الغربي لإسرائيل برغم التدمير الذي تمارسه. فقد ارتبطت إسرائيل بنمط الاستعمار الغربي الذي يعتمد على سياسات الهيمنة والقمع.
يعكس سرد نزاع الشرق الأوسط تأثير السرديات الدينية والتاريخية والعلاقات الاستراتيجية في تبرير دعم الغرب لإسرائيل. يظهر النموذج المعقد للعلاقة بين الغرب وإسرائيل انعكاسًا للإرث الاستعماري الذي يلوح في الأفق، مما يتطلب إعادة تقييم القيم والمبادئ التي يدعون إليها. يجسد هذا التضارب بين القيم الإنسانية والمصالح السياسية والاقتصادية التحدي الذي تواجهه العقول الغربية في فهم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.