عرضت المعرضة الوطنية الجديدة في القوزفيكي، “Francis Bacon: Human Presence” الذي يعد بمثابة تكريم لأحد أعظم رسامي بريطانيا بعد الحرب، ورائق سوهو الأسطوري والمُشاهد. يقدم المعرض قراءة حديثة ومثيرة لإبداعات فرانسيس بيكون الكثيرة التي تصوّر في الغالب الشكل البشري بطرق حية ومتنوعة، بدءًا بلوحة “Self-Portrait” الشديدة الحنين وصولًا للوحات البروكية الكبرى في ألوان صارخة مثل “Portrait of a Man Walking Down Steps” و”Portrait of George Dyer in a Mirror”. يقدم المعرض نظرة جديدة وحميمة على حياة الفنان وأصدقائه والذين جلسوا له كنماذج، ويضع إبداعاته وابتكاراته في سياق تاريخي يوضح مدى روعة جرأته في تمثيل “جوهر الحيوان يخرج من الإنسان”.
يعرض المعرض لوحات غنية وعديدة، منها تلك التي كانت غائبة عن معرض تيت لعام 2008. يتضمن العرض لوحة “Double Portrait of Lucian Freud and Frank Auerbach” الهادئة من ستوكهولم، والتي استوحت من صور في مجلة “باريس ماتش” لجنود فرنسيين يسترخون في الجزائر، بالإضافة إلى لوحة “Study for Portrait (with Two Owls)” من سان فرانسيسكو والتي تصور باباً مثيراً جالسًا على عرش أحمر برفقة طائرين شيطانيين. يظهر المعرض كيف أنّ بيكون أصبح شهيرًا بفضل تشويهاته المأخوذة من لوحة “Portrait of Pope Innocent X” لرمبراندت ويواصل الإبهار بإبداعه في تقديم صور مختلفة ومتميزة.
يكتشف الزوار خلال المعرض الصعود الحضاري لبيكون من استخدام الصور لأصدقائه وأصحابه كنماذج للرسم إلى حين أن استرجع في النهاية لاستخدام الصور كمصادر مستلهمة لأعماله الفنية. تكشف الصور المُعرضة إلى جانب اللوحات عن العنف الشديد والكثافة الخيالية لتشويهات بيكون بوضوح، مما يعيد إلى الذاكرة لحظات حياة سوهو البريطانية بجميع المؤثرات الساحمة القادمة من مختلف الأصدقاء والأحداث.
تتضمن أحداث المعرض استعراضًا للعديد من الرسوم التي جسدها بيكون وكانت عبارة عن أساليبه الخاصة في تشويه جهوره في الأعمال، حيث أن المعرض يتناول محطات حياته وعلاقاته بأصدقائه من خلال لوحاته، وكيف أنّ قدرته على التعبير عن الوجه البشري من خلال العنف كانت مثار إعجاب وتأمل زوار المعرض. يظهر بيكون من خلال هذا المعرض كيفية تأثير زمنه وتحويل الفن المعاصر إلى قوة شاعرية واقعية متقدمة، مما يجعله جسرًا بين العالمين التقليدي والحديث التي تتقاطع وتتحد فيه لوحاته.