كل صباح في قصر التجارة باريس يصطف الزوار على أمل زيارة الجمعية الملياردير الفرنسية فرانسوا بينو، يخلعون حذائهم ويرتدون شباشب من البلاستيك وينزلقون، كما لو كانوا على الجليد، فوق بحيرة مرآة الفنانة الكورية كيمسوجا التي تغطي أرض الروتوندا. تعمل قطعتها التفاعلية “التنفس – كونستيليشن” على جسد السماء إلى الأرض وتلقى قبة الزجاج الكبيرة في قصر التجارة في الظلال، مشوهة ومكسورة بفعل العمارة الكلاسيكية وإضافة تاداو أندو – الاسطوانة المعمارية اللامعة التي تشكل جلد البناية.
تستمر العالم تدور – البداية اللا تنسى للمعرض الربيعي “Le monde comme il va” في قصر التجارة، المستوحى من قصة فولتير الساخرة عن ملاك يحاول فهم مزيج “من الدناءة الكثيرة والعظمة الكثيرة” لجنس البشر. تجلب قصر التجارة الفخم والزخرفي، الذي يعكس تاريخ فرنسا من أيامه كسوق حبوب ثم بورصة للأوراق المالية، إلى الأرض فضلاً عن فسوق السقف المدهشة بالمرآة، والتي تصور “مشهداً للتجارة” في القرن التاسع عشر خلال زمن ما بعد الحرب العالمية الثانية.
بعد أن أخذ بينو تسلم المبنى في عام 2016، تمت إعادة تأهيل “هذه الكنيسة الستينازية للاستعمار الفرنسي” لمعايشة تألق مذهل. يستمر الفنانون المعاصرون في الرد بطرق لا تتوقعها. حالياً، “انتظار” للفنانين سان يوان وبنغ يو المصنوع من الألياف الزجاجية متواجد هناك، وكذلك “الآخرون” القطيع المحنط من حمام أخري.
بعد مرآة كيمسوجا، تأتي الأخذة القادمة عن “العالم كما هو” مع “مسني الديودجم لوحدة الرعاية” لـ سان يوان وبنغ يو. تعتبر هذه القطع تهكيراً كآزروفين للقواد الذين يمسكون بالسلطة المتدهورة. وحتى الفسوق الخلفية مليئة بالألوان المبعثرة والطبقات المتعددة للرسم حيث تحاكي “شخصيات السيرك” لـ سيجمار بولك.
تتمتع قصر التجارة بروح هزلية للإنسانية التي تنبض بالحياة وتعتبر موسوعة جذابة لذوق ملياردير يمكنه شراء أي شيء. يعتبر قطع مثل “صورة الكنز” لدميان هيرست و”كلب البالون” لجيف كونز من أبرز القطع في هذا السياق. ذات يوم، قد تكون اللوحات الخالدة هي التي تؤدي دور لافت في العروض الفنية.