أكد الشاعر السعودي علي السبعان أن الشعر هو نهر عذب لا يتأثر بالشوائب، وأن الابتعاد عن “المعمعة” يعتبر فرصة لرؤية الأجمل والأفضل. وفي هذا السياق، احتفى السبعان بصدور ديوانه الجديد “دفتر الما” بعد سنوات من الانتظار، وعقد أمسية شعرية مع الشاعر الإماراتي علي الخوار في مكتبة محمد بن راشد بحضور محبي الشعر والملحنين. وأشار السبعان إلى أن الشعر قادر على التأقلم مع كل شيء، وأن حضوره على منصات التواصل الاجتماعي أصبح واسعاً وكبيراً جداً.
وعن أهمية الشعر ودوره في التعبير عن الجمال والتفكير، أكد السبعان أن الشعر يأتي في الوقت المناسب الذي يختاره، مؤكداً على أن الشعر الحقيقي والجميل سيظل متألقاً على وسائل التواصل الاجتماعي. ورأى أن الشعر يشبه نهراً كبيراً عذباً، حيث يتجدد باستمرار ويتخلص من الشوائب، ولا يبقى فيه إلا ما يكون جميلاً وملهماً. وبالنسبة لتغيرات وسائل النشر وانتشارها على الإنترنت، أشار إلى أنها جعلت الشهرة أكثر سهولة مما كانت عليه في الماضي، ولكن لا يزال هناك ثمن وضريبة مرتبطة بها.
في نظر السبعان، النشر في وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد يخضع للفلاتر والرقابة مثلما كان في السابق عندما كانت النشر تتم من خلال منابر أدبية وثقافية تفحص النصوص وتحافظ على مستوى الجودة. وأشار إلى أن هذا النوع من النشر قد أدى إلى انخفاض مستوى الشعر وتدهور ذوق الجمهور، حيث يتم نشر قصائد ذات جودة منخفضة وبأساليب لا تليق بالشعر بشكل عام. وأكد أن هذا الوضع يعطي الأفكار السطحية والقصائد الضعيفة مساحة أكبر في وسائل التواصل.
على صعيد آخر، قدم السبعان نظرة تاريخية على عملية النشر في الماضي حيث كان هناك تدقيق ورقابة على الكتب والقصائد قبل نشرها في الصحف والمجلات الأدبية. ويذكر كيف كانت لديه حماسة كبيرة عند نشر قصائده في نشرات أدبية، وكيف كانت فرحته عظيمة عندما يعرف أن قصيدته قد نُشرت. وختم حديثه بالتأكيد على أن الشعراء الحقيقيون يستحقون المزيد من الاهتمام والتقدير في عالم الشعر المعاصر.