يقضي الممثل والمخرج الفلسطيني الغزي علي أبو ياسين أيامه في توثيق الإبادة في غزة ومواجهة تحديات الحفاظ على عائلته ونفسه في مواجهة الموت الثابت في المدينة. يعتبر أبو ياسين أن ما يحدث في غزة لا تشبه أي دراما سابقة، بل تعتبر أعظم مظهر للتوحش والإبادة التي تشهدها المنطقة. ويرى أن النكبة الحالية في غزة تفوق حتى النكبة التاريخية لعام 1948.
يعبر أبو ياسين عن حال الحرب في غزة وتأثيرها عليه بأنها زمن الحداد والموت والتدمير، وهو يرى أن المنظر العام للمدينة يعكس ما أدت إليه اليد الإسرائيلية بالقهر والكراهية. يوضح أن التحديات التي تواجههم في الحرب تجعله يشعر بالتقصير والعجز عن تقديم ما يكفي للمجتمع، على الرغم من بقائه وعائلته بعيدين عن الخطر حتى اللحظة.
يتحدث أبو ياسين عن المسار الدرامي في غزة وعدم قدرة أي مخرج أو كاتب على تصوير ما يحدث الآن في المدينة بشكل نقدي، مؤكداً أن التوثيق والتشخيص لهذه الأحداث سيظلان مستمرين لعقود قادمة. ويبرز أهمية توثيق الأحداث والمعاناة التي يشهدها الناس في غزة لأجيال المستقبل.
يشير أبو ياسين إلى أنه لا يشعر بأنه ضحية في الحرب، مقارنة بالذين فقدوا أحبائهم أو فقدوا كل شيء بسبب التدمير. يعتبر أن الأطفال يشكلون الجزء الأكثر إثارة في المدينة، وأن وجودهم يعطيه القوة والصمود لمواجهة التحديات اليومية. ويرى أن دور المبدعين هو نقل الواقع عبر فنهم ليعكسوا الصراعات والمعاناة التي تعيشها غزة.
يبين أبو ياسين أنه لم يفكر في تقديم مسلسل أو عمل درامي حالياً، بل يركز على التوثيق والكتابة ليحتفظ بتاريخ ما يحدث في غزة ويكون له بصمة في توثيق الحقائق. ويشير إلى أن التحديات التي تواجهه في الحرب تجعله يعيش يوميات عادية كأي مواطن في المدينة، يحاول تجاوز الصعاب والتحديات التي تواجههم في هذه الظروف العصيبة.