تحظى عروض الشرائح في المجر بشعبية كبيرة، حيث يقوم الأطفال والكبار باجتماعات منتظمة لمتابعة هذا النوع القديم من الترفيه. تنظم ألكسندرا تشوس هورفاث جلسات مشاهدة لعروض الشرائح في شقتها بضواحي بودابست، حيث يجتمع أفراد العائلة لمشاهدة هذه العروض التقليدية بكل سكينة وانسجام. تتراوح تكلفة كل بكرة شرائح حوالي 5.5 دولار، وفي هذا اليوم كان من المقرر عرض قصة “الأميرة النائمة” لإضافة لمسة من الطابع القديم إلى التجربة.
على الرغم من التطور التكنولوجي وانتشار الأجهزة اللوحية والوحدات العالية التقنية، إلا أن عروض الشرائح تستمر في الجذب، حيث توفر تجربة بطيئة وممتعة تتيح للآباء التقاط لحظات هادئة مع أطفالهم. يعتبر هذا النوع من الترفيه تحولا عن الرسوم الحديثة التي تدفع الأطفال إلى الاستمتاع بوتيرة سريعة. وتثني ألكسندرا على هذه العروض بسبب الفضل الذي تلقاه في تعزيز التركيز والتفكير العميق لدى الأطفال.
تعتبر عروض الشرائح وسيلة ترفيهية قديمة تحتفظ بشعبيتها في المجر، حيث كانت هذه العروض تمتلئ المنازل بها في القرون السابقة قبل أن تندثر تدريجيا مع ظهور التكنولوجيا الحديثة. ويرجع البعض استمرارية هذه العروض إلى الدقة والجمالية التي تشتهر بها العروض القديمة، وأيضا لحسن الذوق الذي يعتمده الفنانون المحليون في تصميم الشرائح وإنتاجها.
تتم طباعة شرائط الأفلام على لفات من الفيلم ولا تهدف إلى خلق وهم الحركة، بل تعرض الصور بشكل بطيء ومنظم. تعمل شركة “ديا فيلم غيارتو” على إنتاج هذه البكرات بشكل يدوي وحرفي، حيث يعتبرون اللاعب الوحيد في السوق الذي يستمر في تقديم هذا النوع من الترفيه في المجر فقط.
في زمن السرعة والتكنولوجيا، تعد عروض الشرائح بمثابة هروب من الواقع المعاصر، حيث توفر فرصة للمشاهدين للاستمتاع برواية القصص بشكل أبطأ وأكثر حميمية. يُقدر البالغون الحاضرون هذه الفرصة لإحياء ذكريات من الماضي، بينما يستمتع الأطفال بتفاصيل القصص والصور بتمعن وتركيز كبيرين.
تعتبر عروض الشرائح من جزء من تراث وثقافة المجر، حيث يقوم الأفراد بإعادة إحياء هذا التقليد القديم من خلال مشاهدة وانتاج عروض الشرائح. تشكل هذه العروض تحفة فنية حرفية يعتز بها الفنانون ويثنون الجمهور على جمالها وجودتها بالرغم من تطور الحقول التكنولوجية الحديثة.