روبرتو بينا، المواليد في مدينة كوردوبا في جنوب إسبانيا عام 1942، هو عازف قيثارة فلامنكو مشهور يعتبر من أبرز عازفي القيثارة في العالم. ولد في أسرة فقيرة وتربى وسط ظروف صعبة، ولكنه تعلم العزف على القيثارة بنفسه وبدون دراسة رسمية. اشتهر بأدائه في مسارح عالمية مشهورة مثل هول السيدني وقاعة البرلمان والقاعة الملكية في لندن. منذ 1970، اجتمع بينا بين مهنته الفنية الفردية وإنتاجات تحتفي بقوة ومجد هذا الفن القديم.

منذ ذلك الحين، عمل بينا بالاشتراك مع المخرجة الاستعراضية جود كيلي على عروض تحتفي بفن الفلامنكو بكل تفاصيله، جمعت ما بين العزف والغناء والرقص. ورغم أن الفلامنكو قد يميل أحيانًا نحو العرضة المسرحية، إلا أن بينا دائمًا سعى لإعطاء عروضه موضوعًا موحدًا. منذ عام 2002، عمل مع جود كيلي على عرض فلامنكو بعنوان “سوليرا”. العرض يعكس مرور الزمن، مع وجود فنانين شبان وكبار على المسرح، حيث تأخذ فكرته من مزج الشراب “سوليرا”، حيث يتم دمج سنوات مختلفة لإنتاج نتيجة متوازنة تمامًا.

تأتي مواهب بينا في صلب كل عرض، ولكنه لم يكن يميل قط للشهرة أو الضوء، بل كان يتجنبها بنشاط. وعندما عُرض عليه أحد تحويل فلامنكو إلى عمل تجاري معين، رفض وأكد أنه يحب الفن فلامنكو بما فيه الكفاية ليصبح لاعبًا يفعل ذلك بدافع الاحتراف والعاطفة. يبلغ بينا الآن 82 عامًا، وما زالت مهاراته على القيثارة حيوية، ويختار بينا من بين 20 قيثارة لديه، نصفها في الأندلس والنصف الآخر في منزله في لندن، حيث يعتبر الحفاظ على درجة الحرارة والرطوبة مهم جدًا لحفظ جودة الآلات الموسيقية.

شهرة بينا تزايدت بشكل سريع بعد مشاركته في عروض سنة 1967، وكانت ذلك بداية مشواره المهني. بينا أصدر سلسلة من الألبومات منذ عام 1968، وأصبح سرعان ما رائدًا على الساحة الدولية. رفض بينا الشهرة والسمعة من أجل العزف على القيثارة بالشغف والحب الذي يكنه لفن الفلامنكو. يذكر أن بينا تعرض لإصابة أثناء التدريبات بسبب إجهاد، ولكنه لا يزال مصرًا على مواصلة العزف وإبداعه. يبقى بينا وفيًا بأداءه عبر السنين، مع تطور اهتماماته وإكتسابه لخبرات جديدة تثري عرضه الفني.

الفلامنكو، مع إيقاعاته الجذابة ومشاعره الدرامية، أنجب العديد من النجوم، لكن بينا، الهادئ والمتواضع، كان دائمًا بعيدًا عن الأضواء. يؤكد على حبه العميق للفن ويعبر عن رفضه للاستعراض والسعي وراء الشهرة الزائدة. شخص مثل بينا يعتبر قديس الفلامنكو ورمزًا للإنضباط الفني والعاطفي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version