وظهرت الحقبة التي تسبق قيام دولة إسرائيل في عام 1948، في القاهرة، حيث كانت المدينة محطة انتظار لليهود القادمين من أوروبا قبل السفر إلى “أرض الميعاد”. تجمعت المنظمات الصهيونية في مصر وجندت اليهود وجمعت الأموال بإذن من الحكومة المصرية لترويج فكرة قيام دولة إسرائيل قبل صدور وعد بلفور في عام 1917. بالرغم من انقسام في صفوف الحركة الشيوعية المصرية، ظلت هناك مجموعات تؤيد القرارات التي تخدم مصالح الصهاينة.

انقسام الشيوعيين المصريين أدى إلى انشقاق لجماعات تدعم قرار تقسيم فلسطين وتؤيد قيام دولة إسرائيل، وكان رفعت السعيد رمزًا لهذه التيارات. حتى رغم الاعتراض على اتفاقية كامب ديفيد ورفضها من جانب بعض أعضاء الحزب، إلا أن الحزب الشيوعي المصري السري كان يدعم قرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود.

مع توقيع اتفاقية كامب ديفيد وظهور حركة تعاطف مع الصهاينة في القاهرة، بدأت مقاهي تعود إلى الحرب الثورية في عام 1919 تغير هويتها وتحولت لتكون مراكز للثوار والمعارضين للتطبيع مع الصهاينة. وبعد توقيع الاتفاقية، زادت الزيارات لإسرائيل من قبل المثقفين والنشطاء الثقافيين، مما أثار العديد من ردود الفعل والانتقادات من الرأي العام.

تعمقت العلاقات بين نظام مبارك وإسرائيل، حيث بدأت إسرائيل بتمويل مراكز تهتم بالحقوق الإنسانية في مصر مقابل الاعتراف بحقها في الوجود. وظهرت فئات من المثقفين تدعم السلام مع إسرائيل وتعارض الكفاح المسلح لتحرير فلسطين، مما أثار غضب الجماهير وتسبب في نزاعات ثقافية داخلية تعكس التباين بالآراء.

ظهرت مجموعات تدعم الصهاينة في القاهرة وتروج للتطبيع معهم، مما أدى إلى انشقاقات في الجماعات اليسارية والثقافية. ورغم محاولات الصهاينة لاستقطاب المثقفين والمثقفات، بقي هناك فئات تعارض التطبيع وتؤيد القضية الفلسطينية والمقاومة. وانتهت القصة بموت الصحفي “نبيه سرحان” الذي كشفت حياته السرية عن الاندماج المشبوه بين السلطات المصرية والصهيونية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.