تتميز مدينة سمرقند الأوزبكية بتاريخها العريق وموقعها في واحة كبيرة على ضفاف نهر زرافشان، والتي تعتبر عاصمة للإمبراطورية التيمورية التي امتدت عبر العديد من قارات العالم القديم. كمدينة تاريخية، شهدت سمرقند تأثيرات متعددة من رحالة وعلماء وأدباء وأمراء، وشهدت نشوء صناعة الورق الصينية وانتشار منتجات الحرير فيها.
تعتبر صناعة الحرير في سمرقند عملية معقدة تشمل تربية ديدان القز وجمع شرانقها وتحويلها إلى خيوط حريرية. يتم تحويل دودة القز إلى حرير من خلال عملية طويلة تشمل تغذية اليرقات وجمع الشرانق ومعالجتها بأساليب تقليدية للحصول على الخيوط النهائية.
تتطلب عملية تحويل دودة القز إلى خيوط حريرية الكثير من العمل اليدوي، حيث يقوم الفلاحون باستخدام تقنيات قديمة لجمع الشرانق وتحويلها إلى خيوط. تتم هذه العملية بطريقة تقليدية تعتمد على خبرة وعناية دائمة.
رغم أن صناعة الحرير تعتبر تقليدية في أوزبكستان، إلا أنها تواجه تحديات اقتصادية بسبب تاريخ الدولة ونظامها الاقتصادي السابق. يسعى الرئيس الأوزبكي إلى تعزيز القطاع وتحسين فرصة الربحية للمزارعين والمنتجين من خلال إجراءات تشجيعية وتحرير اقتصادي.
مع جهود الحكومة الأوزبكية لتحسين قطاع الحرير، تقدم بعض الشركات مثل “توموش تولا” دورة كاملة للحرير بدءًا من تربية الديدان وصولاً إلى تصنيع الملابس. يأمل القطاع في زيادة تصدير المنتجات إلى الأسواق الدولية، بما في ذلك الأسواق الأوروبية.
تأمل أوزبكستان في استعادة مكانتها كمنتج للحرير لتعزيز التبادل الثقافي والتجاري، ومواصلة تراث طريق الحرير الذي شهد تبادل الثقافات والأفكار بين شرق وغرب. يعكس ميراث طريق الحرير العديد من الجوانب الثقافية والاقتصادية والفنية التي تأثرت بها المدن القديمة في أوزبكستان والتي تعتبر مفاتيح للعالم القديم.