يتأمل المهندس المدني المغربي زهير بناني صومعة الكتبية الشامخة في مدينة مراكش، ويسترجع ذكرى الزلزال الذي هز المنطقة في سبتمبر الماضي. يزور المناطق المتضررة في جبال الأطلس خلال عمله في لجنة المجلس العالمي للمباني التاريخية والمواقع. يثير صمود البنايات التاريخية السؤال عن السر الذي أكتشفه حرفيو البناء في تلك الحقبة، وكيف جمعوا بين العلم والخبرة للحفاظ على هذا التاريخ القديم.
يشير الأستاذ محمد أبو عصمان إلى تأثير الزلزال على المعالم الثقافية ويعتبر اختيار مراكش عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2024 فرصة لتسليط الضوء على هذه الثقافة من خلال الندوات والمحاضرات للحفاظ على هذا التراث وتقديره. يعمل المنظمة على دعم إعادة بناء المعالم الثقافية والمساهمة في إعادة الإعمار بالمساعدة المالية والمساعدة في المجال الثقافي والهندسي.
تدافع الخبراء عن ضرورة إعادة الإعمار باستخدام الطرق التقليدية لأسباب تقنية وجمالية وثقافية، مع التركيز على الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي. يشدد الخبراء على استعمال المواد المحلية والتقنيات التقليدية لتحقيق الأمن ضد الزلازل ودور الإبداع في هذا المجال.
يشرح زهير بناني “شفرة الموحدين” في البناء والهندسة، مشبها البنايات التاريخية بتكوين الإنسان وأهميتها في الاستمرارية والصمود. يشدد على ضرورة استخدام المواد المحلية في البناء لأسباب بيئية وثقافية، ويدعو إلى تطوير القطاع ونقل الخبرات الهندسية المحلية.
يوصي الخبراء بإنشاء وكالة متخصصة في إعادة تأهيل المباني التقليدية في مراكش ووضع قوانين للبناء في المدينة القديمة. يدعو إلى احترام البنى التحتية التقليدية والاستثمار في إعادة تأهيل المباني التاريخية والاهتمام بتطوير البناء التقليدي وتقنياته وتطويرها لتحقيق الأمن ضد الزلازل.