أصبحت الكاتبة اليهودية الكندية نعومي كلاين في وقتنا الحالي وجهًا بارزًا في النضال ضد الصهيونية والتحركات الاستيطانية الإسرائيلية. إذ استخدمت قصة “سفر الخروج” التوراتية، التي تشير إلى عبادة “العجل الذهبي” التي قام بها بنو إسرائيل، كأداة لإنكار عبادة “الصهيونية الزائفة” في العصر الحديث. وقد وصفت الصهيونية بأنها صنم زائف يحيل القيم اليهودية الأصيلة إلى أدوات للاحتلال والعنف.

تجسد كلاين في كلامها فلسفة “لاهوت التحرير” التي نشأت في أميركا اللاتينية كرد فعل على الفقر والظلم الاجتماعي، والتي دعت إلى تحرير الشعوب المضطهدة. وبالنظر إلى الصهيونية، اعتبرت كلاين أنها تحولت إلى وثنية تحيل خواص الحرية والتحرير إلى أدوات للعنف والظلم، وهذا ما جعل الكثيرين من أبناء المجتمع اليهودي يقعون في عبادة هذا الصنم الزائف.

وضحت كلاين أن الصهيونية ليست جسدًا للقيم الأصيلة لليهودية، بل تحويلت إلى صنم يعبد ويبرر العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين، وتدمير المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية. وجعلت الصهيونية من كل جيلمود في غزة وكل عملية قتل وتدمير في الأراضي الفلسطينية، وذلك يعارض بشكل جذري قيم الأخلاق والعدل التي تدعو إليها الديانة اليهودية.

كما أشارت كلاين إلى أن الصهيونية لا تحمي يهودية الفرد، بل تعتبر الجيش الإسرائيلي وسيلة للنشر والظلم وزرع الكراهية. وبالتالي ، يؤمنون بأن يهودية الفرد لا يمكن أن تتأسس على العنف والاستيطان والاحتلال. وهذا ما دفعها للتحرك ضد الصهيونية والمطالبة بالتحرر من سياسات القمع والاحتلال التي تمارسها دولة إسرائيل.

ورأى كلاين أن الصهيونية تحولت إلى صنم زائف يعيق التحرر الحقيقي للشعب اليهودي. ودعت إلى التمسك بالقيم اليهودية الأصيلة التي تحث على السلام والعدالة والاحترام المتبادل بين الشعوب. ولذلك ، يجب أن تكون يهودية الفرد شاملة وعالمية وتتجاوز الحدود القومية والعنصرية التي تفرضها الصهيونية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.