تعتبر رواية “باهبل مكة 1945-2009” للكاتبة السعودية رجاء عالم من الروايات المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية، وتستحق الفوز بها نظرًا لميزاتها وخصائصها المميزة. تتحدث الرواية عن عائلة “السردار” في مكة، وتتناول خلالها قصص وحكايات الأجيال المتعاقبة وتسلط الضوء على الحياة في مكة على مدى نصف قرن تقريبًا.
بيت السردار، بمشاكله وأسراره، يكشف عن تفاصيل حياة أفراده وتحولاتهم على مدى 60 عامًا، وكيف أثرت السيطرة الذكورية لجدهم مصطفى السردار على حياتهم وقراراتهم. تناولت الكاتبة العالم الثنائي بين عالم الحريم وعالم الذكور وكيف كانت السيطرة والتسلط تحكم حياة أبناء البيت.
يظهر في الرواية تناقض بين حياة السردار داخل بيت السلطة وحياة الأشخاص العاديين خارجه، حيث يتلاشى عالم الذكور تدريجيًا بموت مصطفى السردار ليصبح الابن سالم السائد في البيت. يبدأ حديث عن الشخصية الغامضة باهبل وكيف تنقسم شخصيتها بين عباس ونوري، وكيف تتجه كل منهما لحياة ومصير مختلف.
تميزت الرواية باستخدام لهجة أهل مكة في حوارات الشخصيات، وقد تكون هذه اللهجة صعبة على القراء الغرباء، إلا أنها كانت ضرورية لتمييز الشخصيات والأجواء التي تدور بها الأحداث. كما تم تبني واستعادة حكايات المكان نفسه في الرواية، بما في ذلك حادثة اقتحام الحرم المكي في عام 1979، وكانت الرواية تقدم قصصًا متنوعة وحكايات مختلفة بطريقة سردية متقنة.
تستعيد الكاتبة مكانًا غائبًا وتواصل حكاياته المتشابكة في روايتها، وتبرز العلاقة بين عالم الأحياء وعالم الأموات وكيف اندمجا في قصة حياة عائلة تعشق الأفلام والسينما. تقدم الرواية مزيجًا مثيرًا بين واقعية سحرية وفانتازيا، وتدفع القراء للانخراط بسرد مثير ومعقد، ليجدوا أنفسهم مشدودين لمصير الشخصيات وما تخبئه لهم الصفحات القادمة.
