تتعدد الأفكار والمواضيع التي تناولتها رواية “أمي وأعرفها” لأحمد طملية، حيث ارتكزت الرواية على بنية مرقمة ومنظمة من خلال فصول متسلسلة ومتفاوتة الطول تدور حول شخصية الشاب الجامعي “فؤاد” الذي يعيش في مخيم للاجئين الفلسطينيين في عمّان. يرصد الكاتب تفاصيل حياة هذا الشاب وعلاقته المعقدة بنفسه وبالمجتمع من حوله، ويقدم انعكاسات الأحداث السياسية كحرب الخليج الثانية على حياته وعلى حياة الفلسطينيين في المنطقة.

كما تبرز في الرواية صورة المخيم والحي الشعبي الذي يعيش فيه “فؤاد” كمكان مميز يشكل خليطًا من الطبقات والثقافات المتشابكة، وتكشف الرواية عن تحولات اقتصادية وعمرانية في هذا الحي، وتسلط الضوء على علاقات الشخصيات من خلال تقنيات سينمائية تجعل من السرد عميقًا ومليئًا بالحيوية.

تتناول الرواية أيضًا علاقة “فؤاد” بالمرأة وتحديدًا علاقته بـ”سارة”، فضلاً عن علاقته المعقدة بأمه وأخوه “منصور” الأكبر. يتواجد في النص رموز وصور تعبر عن اضطرابات وتشققات شخصية “فؤاد”، وتنقلنا القصة من المظاهر الظاهرية إلى الجوهر العميق لهذا الشاب الفلسطيني.

بالإضافة إلى ذلك، تتناول الرواية جوانب مهمة من تجربة الشتات الفلسطيني وتعقيداته، وتربط بين الأحداث الشخصية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط. تستعرض الرواية طبقات مختلفة من السرد المكثف، تعكس جوانب من التاريخ الفلسطيني وتحليل للسلوك الفردي والجماعي للشخصيات.

بهذه الطريقة، تكون رواية “أمي وأعرفها” قصة معقدة ومتعددة الأوجه تحاكي واقع الشاب الفلسطيني “فؤاد” وتسلط الضوء على عوامل مختلفة تؤثر على حياته اليومية وعلاقاته الشخصية. تعتمد الرواية على تقنيات سردية وسينمائية تجعلها قراءة ممتعة ومثيرة تدفع القارئ إلى التأمل والتفكير في مختلف جوانب الشخصيات والمجتمع الذي يعيشون فيه.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version