توفي اليوم الخميس عن 89 عامًا الشاعر اللبناني شوقي أبي شقرا، الذي كان من رواد الشعر السريالي في لبنان ومن أوائل من كتب قصيدة النثر العربية. في بداياته كتب قصائد عمودية بالفرنسية، وسرعان ما انتقل إلى كتابة قصائد التفعيلة، قبل أن ينتقل إلى قصيدة النثر في ديوانه الثالث “ماء إلى حصان العائلة”. تطبع أجواء الريف قصائده، إذ يستوحي مشاهده الشعرية من النبتات والأزهار والحيوانات الأليفة.
وأسس “أبي شقرا” أول صفحة ثقافية يومية في الصحافة اللبنانية، وتسلّم منذ 1964 وطوال 35 عامًا إدارة الصفحة الثقافية في صحيفة “النهار”. وكتب مقالات نقدية في المسرح والأدب والفن التشكيلي. بقي أبي شقرا حتى آخر أيامه منهمكًا في الكتابة والنقد، وصدر له أخيرًا “سائق الأمس ينزل من العربة”. أطلق الشاعر محمد الماغوط على شوقي أبي شقرا لقب “المرشد الجمالي واللغوي لجماعة شعر”.
ويقدم أبي شقرا تقييمًا بناءً عن تجربته الطويلة في الشعر والصحافة، يعبر فيه عن عدم رضاه عن المصير الذي آلت إليه قصيدة النثر وخاصة في الفترة الأخيرة. يشير إلى وجود خلط في مفهوم الشعر لدى الأجيال الجديدة، ويشدد على أهمية استنهاض النقد ليعود إلى دوره الحقيقي كحارس ومعلم.
شاعر السيريالية الريفية، شوقي أبي شقرا، يُعد أحد أهم رواد قصيدة النثر ومن أبرز أركان مجلة “شعر” التي جمعت أنسي الحاج ومحمد الماغوط وأدونيس ويوسف الخال. اشتهر بترجمته لنصوص شعرية لشعراء كبار ورغم الحداثة التي تميز بها مجلة “شعر”، فإن شعر أبي شقرا بقي محافظًا على نكهته المحلية. بدأ بكتابة قصائد التفعيلة، ثم انتقل إلى كتابة قصائد النثر التي أثارت اهتمام النقاد والشعراء.
ولد شوقي أبي شقرا في بيروت عام 1935 وقضى طفولته في مزرعة الشوف ورشميّا حيث كان والده موظفا في سلك الدرك. تأثر شعره بالطبيعة بسبب طفولته التي كانت حافلة بمشاهدها وإيحاءاتها. وتأثر أيضًا بفقدان والده في حادث سيارة وهو لا يزال في سن العاشرة، ووجد في الشعر راحة لوحدته. بدأ يكتب قصائده وينشرها في مجلة “الحكمة”، حيث نال تشجيعًا من المسؤول عنها فؤاد كنعان.
شوقي أبي شقرا استمر في الكتابة والنشر وأسس “حلقة الثريا” مع أصدقائه، كما عمل في تحرير مجلة “شعر” ومع أنسي الحاج في المحلق الثقافي. استمرت تجربته بإدارة صفحة ثقافية يومية في صحيفة “النهار”، وقد كتب عدة دواوين شعرية حازت على اعجاب النقاد والقراء. بقي أبي شقرا مثابرًا على الكتابة حتى آخر أيامه، حيث عاد للكتابة الصحافية من خلال زاوية شهرية في جريدة الغاوون البيروتية.