نشأت ألعاب الأولمبياد الثقافي Cultural Olympiad منذ قرن على الأقل، ولكن ما هي تلك الألعاب بالضبط؟ ومن أين جاءت وكيف تطورت؟ تعود بدايات الألعاب الثقافية إلى القرن التاسع عشر مع البارون بيير دي كوبرتان. اعتمد فكرته على إحياء تقليد الإحتفالات القدمية اليونانية التي كانت تقام في أوليمبيا منذ عام 776 قبل الميلاد حتى عام 395 بعد الميلاد. كانت هذه الاحتفالات تجمع بين الرياضيين والفلاسفة والشعراء والموسيقيين والنحاتين والزعماء البارزين. وقد سُمي هذا الاجتماع للمواهب بـ ‘روح الأولمبية’. في العام 1894، أسس كوبرتان اللجنة الأولمبية الدولية (IOC)، مما أدى في نهاية المطاف إلى إقامة الألعاب الأولمبية الحديثة في أثينا في عام 1896. لكن لم تكن حتى عام 1912 في ستوكهولم حينما بدأ حلمه بدمج الفنون مع الرياضة ليتحقق بالفعل. منذ ذلك الحين، احتفل بكوبرتان بوصفه والد الألعاب الأولمبية الحديثة، وبفضله ما زال بإمكاننا الاستمتاع بالألعاب الأولمبية الثقافية اليوم.
تأخذ الألعاب الأولمبية الثقافية شكلاً مختلفاً في الوقت الحالي. بدلاً من المنافسة في الفن، تتمثل الفكرة في أن تُقدم البلد المستضيف مجموعة من الفعاليات الثقافية الزاهية التي تجري بجانب الألعاب الأولمبية. للمدن المستضيفة، ساعد هذا المفهوم في تعزيز مكانتها كمراكز رائدة في الحياة الثقافية والإبداعية، كما حدث في برشلونة عام 1992، سيدني عام 2000، وتورينو عام 2006. استغلت هذه المدن الفرصة لتسليط الضوء على مواهبها الفنية، وشنت مشروعات فنية عامة طموحة ودعمت الفنانين المحليين. عام 2012، أحدثت لندن ثورة في الألعاب الأولمبية الثقافية. لم تكن مجرد بعض المعارض الفنية أو حفلات الحفلات – كانت عرضًا ثقافيًا ضخمًا، لم يسبق له مثيل في الحركة الأولمبية والحركة البارالمبية الحديثة. مع 170،000 حدثًا وأكثر من 40،000 فنان من جميع أنحاء المملكة المتحدة، لم تكن لندن مجرد المسرح الرئيسي؛ بل كانت حافزًا لاحتفال وطني بالإبداع.