صدرت رواية “حكي القرايا” للروائي والإعلامي الأردني رمضان الرواشدة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وهي الرواية الثامنة التي يصدرها الكاتب. يحمل عنوان الرواية إشارة إلى الحكايات الشفوية في القرى والريف، وتناولها لحدث تاريخي مهم في تاريخ الأردن. تبدأ الرواية بحملة إبراهيم باشا عام 1834 على الكرك في جنوبي الأردن، و تمتد عبر أربعة أجيال من أبناء عشائر القلعة في الشوبك.
تتميز الرواية بلغة سلسة تستند إلى الموروث الشفوي والمجتمعات الرعوية والزراعية، وتجمع بين البساطة والعمق. كما استخدم الروائي تقنيات السرد المتعددة، مما أضفى عليها طابعا دراميا وحركة مستمرة. يركز الرواشدة على تاريخ الهوية الأردنية وتاريخها القبلي في الكرك والشوبك، ويستكشف عمق الهوية الأردنية قبل نشوء الدولة الحديثة.
يشير الكاتب إلى أن الرواية لم تكن تاريخية رسمية، بل توظف بعض الأحداث التاريخية وتخلق وقائع متخيلة لتخدم السرد الروائي. وتعد الرواية نوعًا من الحفر المعرفي الذي يسعى للتغيير والتوازن مع الذات بعد التعقيدات السياسية وصلادة الواقع. استخدم الرواشدة في بناء حبكته التداخل الزمني والتشويق المتدرج، وركز على الصراعات الداخلية والحوارات لبناء معمار مشوق.
يعتبر الرواشدة من الروائيين المعروفين في الأردن وحاز على جوائز عديدة عن أعماله. وتعد رواية “حكي القرايا” جزءًا من تطوير أسلوبه الروائي وتحوله إلى استكشاف الجذور التاريخية للهوية الأردنية. تتميز الرواية بتعدد تقنيات السرد والاندماج بين الروايات الشفوية والموروث الثقافي للقرى، مما يجعلها عملًا أدبيًا تاريخيًا رائعًا يسلط الضوء على تاريخ الأردن وهويته.