شهدت حياة الشاعرة الإيرانية السويدية جيلا مساعد تحولات كبيرة وصعوبات بالغة منذ فرارها من إيران في عام 1986 ووصولها إلى السويد دون معرفة اللغة السويدية. وبعد عقود من الجهود، أصبحت أول أجنبية تنضم إلى الأكاديمية السويدية التي تُمنح جائزة نوبل للآداب سنوياً. ورغم إجادتها للكتابة بالفارسية والسويدية، إلا أنها ما زالت تجد صعوبة في النطق وتحتاج وقتاً للتفكير في قواعد اللغة.
جيلا مقاومة لتعلم اللغة الإسكندنافية وتشعر أن دورها في إتاحة اكتشاف “أدب غير معروف” في السويد يعتبر مساهمة مهمة. بعد تعرض أحد دواوينها الشعرية لانتقادات واتهامات من السلطات الإيرانية، قررت الفرار إلى السويد مع طفليها، دون خطة محددة. ورغم بداياتها الصعبة، تمكنت من تجاوز الصعاب وأصبحت جزءاً من الحياة الأدبية في السويد.
تعتبر جيلا تعيينها عضوة في الأكاديمية السويدية بمثابة “شرف لا يُصدق” وتعبر عن فخرها الكبير. ورغم تمكنها من الكتابة بالسويدية بشكل مميز، إلا أنها تعتبر أنها لا تزال لا تتقن اللغة جيدًا وترى أنها ترغب في الاستفادة من “روح” هذه اللغة المميزة التي ترتبط بالهدوء والصمت والارتباط بالطبيعة.
وتعتبر جيلا أن قصائدها باللغة السويدية تعبر عنها بشكل أكثر شجاعة وصراحة عن القضايا السياسية، بينما تعتبر كتابتها بالفارسية أنها تجري في محيط من الكلمات. وتعبر عن انتقاداتها الشديدة للنظام الإيراني وترى أن نهايته القريبة قاب قوسين أو أدنى بفضل شجاعة الإيرانيين الذين ينتقدون ويطرحون الأسئلة.
عاشت جيلا مدة طويلة في السويد وتعلمت الاستمتاع بالطبيعة، حيث وجدت السلام والهدوء في غاباتها. تعبر عن حبها للغابة ولطبيعة السويد وترى أنها قد قبلتها قبل أن يقبلها الناس. ورغم تجربتها الصعبة كلاجئة وشاعرة، استطاعت جيلا أن تتجاوز الصعوبات وتحقق إنجازات بارزة في مجال الثقافة والأدب في السويد.