يستضيف متحف جنيف للفنون والتاريخ معرضًا يضم عشرات القطع الأثرية المستخرجة من أرض غزة، تحت عنوان “تراث في خطر”، الذي يتناول هوية القطاع الذي يعاني من تداعيات الحرب منذ مدة. يتضمن المعرض قطعًا من غزة مثل جرار وتماثيل صغيرة وشواهد مقابر ومصابيح زيت، بالإضافة إلى قطع أخرى من السودان وسوريا وليبيا. تعتبر مديرة المعرض أن هذه القطع تمثل جزءًا من هوية غزة وتاريخ السكان هناك.

يتم عرض القطع الـ44 التي يحتويها المعرض كجزء من مجموعة أوسع تحتفظ بأكثر من 530 قطعة محفوظة داخل صناديق في حظيرة آمنة في جنيف منذ عام 2007. يأتي المعرض بمناسبة الذكرى الـ70 لمعاهدة لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالات النزاع المسلح، مؤكدًا على دور المتاحف في حماية التراث الثقافي في وجه التدمير والنهب والصراعات. يُشير العديد من المسؤولين في المتحف إلى أهمية حماية التراث الثقافي للحفاظ على هوية الشعوب وتاريخهم.

يُسلط المعرض الضوء على المسؤولية التي تتحملها المتاحف في حماية الممتلكات الثقافية خلال فترات النزاع والتدمير. يشير أعضاء في السلطة التنفيذية أن القوى الظلامية تدرك أهمية الممتلكات الثقافية كمسألة حضارية، ويجب الحفاظ عليها للمحافظة على التراث الثقافي. يُظهر المعرض الأثر الهائل الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة من خلال تدمير العديد من المواقع الثقافية والأثرية.

من المفترض أن تكون القطع الأثرية الموجودة في جنيف جزءًا من مجموعة المتحف الأثري في غزة، لكن تعثرت عملية إعادتها إلى القطاع بسبب الظروف غير الملائمة. لكن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة تعهدت بالاعتناء بهذا التراث لأطول فترة ممكنة. يُذكر أن المتحف في جنيف شهد تاريخا طويلا من حفظ الكنوز الثقافية وتوفير الملاذ الآمن لها خلال النزاعات.

يُبرز المعرض القطع الأثرية التي توضح الحياة اليومية والدينية في غزة من العصور القديمة حتى الحديثة. وتم عرض هذه القطع في معرض سابق في جنيف عام 2006، وكان من المقرر أن تنضم إلى مجموعة المتحف الأثري في غزة. إلا أن تعقيدات سياسية وظروف غير ملائمة أدت إلى تأخير إعادتها إلى القطاع. يعكس المعرض أهمية الحفاظ على التراث الثقافي للمرور بأجيال والمحافظة على هوية الشعوب عبر العصور.

تعتبر القطع الأثرية التي تحتفظ بها جنيف ذات قيمة تاريخية كبيرة، خاصة في ظل تزايد التهديدات التي تواجهها التراث الثقافي في فلسطين وغزة. يتعهد العديد من الجهات المعنية بحماية هذا التراث بالعمل على الحفاظ عليه وتأمين المستقبل الذي يحفظ تاريخ وهوية الشعب الفلسطيني. يؤكد المسؤولون على أهمية إعادة القطع الأثرية إلى غزة وتوفير الظروف الملائمة لحفظها وعرضها بشكل مناسب.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version