عندما نتجول في القصور القديمة في تونس أو داخل المساجد العريقة، نجد زخارف وخطوط عربية منقوشة في كل زاوية من أزقة المعمار القديم، إذ لم يقتصر رواد الخط العربي في تونس على العمل على الأواني الخشبية والأقمشة، بل أظهروا براعتهم في تعزيز فنهم خصوصا في المعمار القديم. وما زالت هذه النقوش تعكس عراقة هذا الفن في تونس، حتى في البنايات الحديثة. مثال على ذلك ما نقش في جامع عقبة بن نافع بالقيروان منذ القرن الثالث للهجرة.

فن الخط العربي في تونس يعكس الهوية الثقافية التي نسجها العديد من الخطاطين، حيث تجدر الإشارة إلى أن تونس سجلت الخط العربي في عام 2021 ضمن قائمة التراث اللامادي للإنسانية في منظمة اليونسكو. تاريخيا، تأثر الفن العربي في تونس بالخطوط العثمانية والأندلسية، وقد أسهم كثير من الفنانين والخطاطين في تطوير هذا الفن والحفاظ عليه عبر العصور.

في تونس، تنافس الخطاطون في تجويد الخط العربي الذي كان يستخدم بشكل رئيسي في المساجد والقصور والمتاحف، حيث كتبوا المصاحف بأجمل الخطوط ونبغوا في هذا الفن. ويتأثر الخطاطون التونسيون بالأساليب العثمانية والأندلسية، مما يظهر بوضوح في أعمالهم الخطية التي تميز بالاستخدام المتقن للخطوط المختلفة.

توجد في تونس اليوم هيئة رسمية تهتم بالخط العربي، وهي “المركز الوطني لفنون الخط”، التي أنشئت في عام 1994، وتسعى إلى حماية وتطوير وترويج فن الخط العربي في العالم. وعدد من الخطاطين تمكنوا من إبراز مواهبهم الفنية على الصعيد الدولي، مثل نجا المهداوي ومحمد نجيب الزعلوني، اللذان تميزا بأعمالهم الرائعة والمتميزة.

تم رواج الخط العربي في مختلف المجالات في تونس، من لوحات إلى الجدران والسجادات والأثواب والجلود والأواني الفخارية. ومن أبرز الخطاطين في تونس اليوم، سامي الغربي، الذي يبدع على مختلف المحامل باستخدام الخطوط المختلفة. ومشروع المركز العالمي لفنون الخط بتونس من شأنه المساهمة في إعادة إشعاع الخط العربي كفن وجزء من الحضارة العربية الإسلامية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.